عالجت في الفصل الأول الإشكال في صيغة عنوان الكتّاب، وهو إشكال يعود في الأصل إلى اختلاف في اسم الكتّاب المشروح، أحصيت المصادر والفهارس التي ذكرته باسم "أدب الكتّاب"، والمصادر والفهارس التي ذكرته باسم "أدب الكاتب"، وخلصت إلى أن كلا الاسمين عنوان للكتاب، وإنما هو تعدد في الصفة وفي صيغة المخاطبة، واحتفظنا بصيغته كما هي مذكورة في الشرح، وهي كما يلي:"الانتخاب في شرح أدب الكتّاب" كذلك حافظنا على صيغة عنوان المتن المشروح وهي: "أدب الكتّاب".
وأوجزت في الفصل الثاني الحديث عن حياة المؤلف؛ لأن صديقتي فصّلت القول فيه وعن ثقافته وعصره في قسمها الأول.
وفي الفصل الثالث تناولت منهج الجذامي في شرحه، حيث صدره بخطبة نظرية عرض فيها أسس منهجه الكبرى وطريقة معالجته للمتن، وردّه كل قول إلى قائله برمز معين طلبًا للاختصار وترك التطويل، مما جعل الشرح لوحة جمالية مرصعة بأقوال أئمة اللغة والنحو. وعن مستويات الشرح، ذكرت فيه: مجهودات الشارح في العناية بالغريب، وتركيزه على أصل الكلمة واشتقاقها، واستقصاء معانيها المختلفة والمشهور منها وآراء العلماء وأصحاب اللغة فيها. وكذلك مجهوداته في شرح الأبيات الشواهد حيث شرح ما لم يشرحه ابن السيد أو الجواليقي، وهذّب المادة الشعرية فأكمل منها ما جاء ناقصًا، ونسب ما لم ينسبه ابن قتيبة أو من سبقه من الشراح، وذكر الروايات التي روي بها البيت وغيرها كثير. وكذا اهتمامه القوي والواضح الأثر بمجال النحو والصرف، حيث أثار مجموعة من المسائل والقضايا النحوية، فشرحها وذكر آراء النحاة فيها.
وخصّصت الفصل الرابع لشواهد الشارح في الشرح من: آيات قرآنية وأحاديث نبوية وأبيات شعرية وأمثال وحكم وأخبار الصحابة والولاة وغيرها من القصص والأخبار المتعلقة بالمناسبة التي قيل فيها بعض الأبيات الشعرية أو الأمثال أو أيام العرب. وقد حظي الشعر بالقسم الأوفر بحيث بلغ عدد أبياته: ثمانين وتسع مائة لشعراء ورجاز مشهورين ومغمورين.