للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل السابع]

[في جملة من التشبيهات قيلت في أرباب صنائع مختلفة]

ذكر ابن رشيق صاحب العمدة أن لائماً لام ابن الرومي وقال له: لم لا تشبه كتشبيه ابن المعتز، وأنت أشعر منه؟ قال: أنشدني شيئاً من شعره الذي استعجزتني في مثله: فأنشده في صفة الهلال:

فانظرْ إليه كزورق من فضةٍ ... قد أثقلته حمولةٌ من عنبر

قال: زدني، فأنشده:

كأنَّ آذريونها ... والشمس فيه كاليهْ

مداهنٌ من ذهبٍ ... فيها بقايا غاليهْ

فصاح: وا غوثاه، يا لله، لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ذاك إنما يصف ماعون بيته، لأنه ابن الخلفاء، وأنا أي شيء أصف، ولكن انظر إذا وصفت ما أعرف أين يقع الناس مني؟ هل قال أحد قط أملح من قولي في قوس الغمام. وأنشده القطعة الضادية المذكورة في باب تشبيه قوس قزح التي أولها:

وساقٍ صبيحٍ للصبوحِ دعوته ... فقامَ وفي أجفانهِ سنةُ الغمضِ

وقولي في صفةِ صانع الرقاق:

ما أنسَ لا أنس خبازاً مررتُ بهِ ... يدحو الرقاقة مثل اللمح بالبصر

ما بين رؤيتها في كفه كرةً ... وبينَ رؤيتها زهراءَ كالقمر

إلا بمقدارِ ما تنداحُ دائرةٌ ... في صفحةِ الماءِ يرمى فيه بالحجر

<<  <   >  >>