للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يثرن إذا ركضنَ عليه نقعاً ... بلا فعل حكى سحبَ الجهامِ

وكم مستأمن قذْ فرَّ منهمْ ... لأجلِ الجوعِ أو طولِ المقامِ

وكمْ من فارس منهم قتيلاً ... ولا قبرٌ له غيرُ القتام

إذا قصفُ الرماح عليه لاحتْ ... بدا مثلَ الحريص على الحطام

أظنُّ الله ما أفناهُ إلا ... بسيفِ عليٍّ الملكِ الهمام

هو الملكُ الجسيمُ البأسِ أضحى ... يقارنه مع النعم الجسام

هو البدرُ الذي ما زال يدني ... شهاب الرمحِ أو برق الحسام

تراه سافراً في الحربِ لكن ... يلوحُ من العجاجةِ في لثام

إذا زفتْ إليه عروسُ حربٍ ... جفا في وصلها طيبَ المنام

وسؤددُ نفسه ما زال يزري ... بما قد جازَ منه على عصامِ

أيا ملكَ الملوك ولا أحاشي ... ويا خير الأنام ولا أحامي

عجبتُ لنار عزمكَ كيف تبقى ... ولا تطفى وبحرُ نداكَ طامي

وأعجبُ منه أمنُ الناسِ لما ... رأوكَ وأنت كالليثِ المحامي

يحلُّ الدرُّ في الحصباءِ قدراً ... محلك إذا تضافُ إلى الكرام

ومن سواكَ فضلاً مع مليكٍ ... كمنْ سوى الحسام مع الكهام

وهل نجمُ السها في الجو نوراً ... يقاس ببهجة البدر التمام

وقد سيرتُ نحوكَ بنتَ فكري ... عروساً ما تزفُّ إلى اللئام

لقد وشحتها بحلى المعاني ... كما ألبستها حلل الكلام

<<  <   >  >>