الأمصار والأرياف، فإنهم فِي حكم العرب العاربة الأمية فِي حفظ القرآن وتحفظه، لأن الحكم فِي ظهوره لعلة لا يزول بزوالها إلا على صفة، ولم يسقط الوعيد جملة عمن تعلم شيئا منه ثُمَّ نسيه إلَّا عَمن رحمه الله.
ومنها: أن الله عزَّ وجلَّ لم ينزله جملة كغيره من الكتب، بل نجوما متفرقة مترتلة ما بين الآية والآيتين والآيات وال { [والقصة، فِي مدة زادت عَلَى عشرين سنة، إلَّا ليتلقفوه، حفظا، ويستوي فِي تلقفه بهذه الصورة فِي هذه المدة الكليل والفطن والبليد والذكي والفارغ والمشغول والأمي وغير الأمي، فيكون لمن بعدهم فيهم أسوة فِي نقل كتاب الله حفظا ولفظا قرنا بعد قرن، وخلفا بعد سلف، لئلا يجد التحريف أو التصحيف أو النقص أو اللحن أو سوء الآداء إليه، أو إلى شيء من كلمه، أو حروفه، أو صفاتها سبيلا كَمَا وجد إلى غيره من الكتب من حَيْثُ لم يحفظوه، لَمَّا كَانَ كل كتاب نزل جملة واحدة مكتوبا تنزيلا، قَالَ الله عزَّ وجلَّ:] وَقَالَ