للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل كوكب على كمال شرفه * فإذا هو العقد الفريد في هذا الشان * والدر النضيد في إخلاص العمل للملك الديان * وشفاء العليل بإيضاح البيان * وبل الغليل لمبتغى التبيان * عن مذهب أبي حنيفة النعمان * ثم لما تأملت ما حوته هذه الرسالة * الخالية عن الإطناب المؤدى للملالة * شبهتها بقلائد العقيان * بل بعقود الجمان * لم لا وهى منقولة عن أولئك القادة الفحول * الذين أقوالهم من أصح النقول * وكيف لا والأدلة بارزة النصال * في ساحة المجال * فعلى المنصف ترك القيل والقال * لأن اتباع الحق حسن المآل * على أنها من آثار أقلام من اتسم بالفضل والعلم * واغتذا من لباني المجد والحلم * فلله دره من همام أشاع وردها * وحلى بعقود عباراته وردها * ولله يراع حسن وجنة الطرس بتلك الأقوال * وأظهر بهجة الأنس بلآلئ جواهرها الغوال ويالها من رسالة دلت على مؤلفها دلالة النسيم على الأزهار * والشمس على النهار * وأعربت أنه أغرب في سعة اطلاعه * وأن شبره في الفضل أطول من ذراع حاسده وباعه * وأنه غاص البحر ففاز بدرره الفائقة * وفتح الكنز فظفر بالجوهرة الرائقة * وسلك في الطريقة المحمدية أعظم المسالك * فما بالك من الهداية بما هنالك * فجزاه الله أحسن الجزاء على مسعاه * وأناله من خيرى دنياه وأخراه * وأدام بهجته بين الأنام * ومنحنا وإياه حسن الختام

كتبه السيد محمد عمر الغزى

عفى عنه

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي رفع مقام أهل الشرع مذ نصبهم لإجراء أحكام كتابه * وجعلهم نجوما يهتدى بنورهم إلى مقام اليقين مذ أفهمهم لذيذ خطابه * وأثبت لهم التمييز ورفع لهم المقدار * فانشرح بهم صدر الشريعة وصار عالى المنار * والصلاة والسلام على من أرسل رحمة للعالمين * وعلى آله وأصحابه الهادين المهتدين * والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين (أما بعد) فقد اطلعت على هذه الرسالة الفقهية * العديمة الأشباه والنظائر في مذهب الحنفية * فوجدتها موافقة للمعقول والمنقول * قد احتوت على أقوال أئمة المذهب الفحول * فلله در مؤلفها ما أغزر علمه * وما أذكى فهمه * حيث لم يسبقه إليها سابق * ولم يلحقه بها لاحق * لقد أنقذ بها من كان في بحر الجهالة * وفى عمى الضلالة * وأتى فيها بما نبه به راقد الهمة * وأنار بتوضيحها أرجاء الدقائق المدلهمة * فلا بدع إذ هو مرجع العاملين * وابن العابدين * فجزاه الله الجزاء الجميل وأبقاه البقاء الطويل * ووفقنا وإياه * إلى ما يحبه ويرضاه * بجاه خير أنبياه * صلى الله وسلم عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>