للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والصلاة والسلام على سيدنا محمد الناطق بالصواب * وعلى آله وصحبه ما ناح طير وآب (أما بعد) فلما أتحفت بالنظر إلى هذه الرسالة المسماة بشفاء العليل وبل الغليل * في حكم الوصية بالختمات والتهاليل * على مذهب النعمان * تخيل لي من حسنها أنها عقد جمان * أو روضة بستان * فأولعت بها حتى أسهرت فيها الأجفان * فرأيتها ذات أفنان * محدقة بشقائق النعمان * مسيجة بالورد والسوسان * فلله در مؤلفها على ما أجاد فيها وأبدع * ولدرر الفوائد أودع * فقد التقطت مما نثر قلمه من الدرر * وسرحت الطرف في تلك الغرر * وكيف لا ومستندها الطريقة المحمدية * ومعظم الكتب الفقهية * مؤيدة مع المعقول بالمنقول * ومع الفروع بالأصول * فجاءت على منوال لم يسبق إليه * ونمط لم يلحق عليه * فأعذتها برب الفلق * من كيد الحاسد وبالعلق

وقلت

أيا ابن العابدين وقيت شرا * من الحساد في جنح الليالي

وطوقت الأمانة فيك جبرا * فلا تخشى وطأ أوج المعالي

ثم تأملت هذه الرسالة فرأيتها صغيرة الجرم * لكنها غزيرة العلم * كمؤلفها فإنه مع حداثة السن * هو كبير في الفن * ويستدل بعرف طيبها * على فضل مؤلفها ولبيبها * ومع ذلك وإن خالف فيها صاحب الجوهرة الحدادى * والحاوى للزاهدى * لكنه مشى فيها على ما هو المشهور من المذهب * والمعول عليه من المطلب * فإن كتب المذهب بما نقله فيها طافحة * والعبارات في المسئلة واضحة * فجزى الله جامعها الخير في دنياه وأخراه * ووفقنا وإياه * لما يحبه ويرضاه * بجاه سيدنا محمد خير أنبياه وأصفياه * ورزقنا الإخلاص في العلم والعمل بجاه سيد الأنام * ومنحنا وإياه والمسلمين حسن الختام

رقمه ببنانه وقاله بلسانه عمر بن أحمد

المجتهد لقبا الحنفى مذهبا

عفى عنه

الحمد لله الذي جعل نبال العلماء مراشة مصيبة * وصير الحائدين عن دينه غرضا فهى لهم مصيبة * والصلاة والسلام على من بشريعته رفع مقام العلماء * وعلى آله وأصحابه الصادعين بألسنتهم وأسنتهم جميع اللؤماء (أما بعد) فإني لما وقفت على هذا التأليف المنيف * الجامع لما تشتت ولم يجتمع في تأليف *

<<  <  ج: ص:  >  >>