الحمد لله القديم الوارث * المميت الباعث * الدائم الذي لا تغيره الحوادث * أجده على جميع الأحوال * وأستغفره من الزلل في الأفعال والأقوال * وأستجير به من قادحات الأهوال * وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له محى الأمم لابتلاء أعمالها * ومميتها لانقضاء آجالها * ومعيدها كما انشأها أول مرة * ومجازيها على ما اكتسبت ولو مثقال ذرة * حد الحدود * وفرض الفرائض بأمر غير مردود * وجعل لمن قصر في شيء منها جابرا * ولو كان على التقصير مثابرا * وندم على ما فرط منه * وتداركه بالقضاء أو الفدية عنه * وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله * وحبيبه وخليله * أرسله رحمة للعالمين * وشافعا مشفعا يوم الدين * وسيد الأنبياء والمرسلين * جاءنا بالدين الحق الصحيح * والملة الحنيفية السمحة بلسان عربي فصيح * صلى الله تعالى وسلم عليه وعلى آله وأصحابه * صلاة تتكفل لصاحبها بجزيل ثوابه * وتلبسه من الرضى أفخر أثوابه * (أما بعد) فيقول فقير رحمة ربه المعين * محمد علاء الدين ابن عابدين * هذه رسالة عملتها ذيلا لرسالة سيدى الوالد * أحسن الله تعالى له الفوائد * ورحم روحه * وبرد ضجوعه * المسماة شفاء العليل * وبل الغليل * في حكم الوصية بالختمات والتهاليل * اذكر فيها فوائد حسان * تقر بها العينان * قد خلت من ذكرها تلك الرسالة * وقيدتها في هذه العجالة * جل مأخذها من كلامه * على وفق رأيه ومرامه * لم يفرد لمسائلها فيما أعلم مؤلف * ولم يسبق في أحكامها مصنف * مع أنها من أهم المهمات الدينية * والفرائض العينية * حملنى على جمعها ما رأيته وسمعته من بعض جهلة الأئمة * من الإخلال بما يتعلق بإسقاط ما في الذمة * وأستعين بالمولى المفيض للخير والجود * أن يحفظها من شر كل حسود * وأسأله تعالى الذي بحبه نتغالى * وبنعمته التي علينا في كل لمحة تتوالى * أن ينفع بها كما نفع بأصلها إنه على ما يشاء قدير * وبالإجابة جدير * (وسميتها) منة الجليل * ذيل شفاء العليل وبل الغليل * لبيان إسقاط ما على الذمة من كثير وقليل * وذلك من آثار يمن عصر حضرة مولانا السلطان الأعظم * والحاقان الأفخم * ناشر لواء العدل على مفارق الأمة * وناصر الشريعة الغراء المزيلة لكل مدلهمة * حضرة مولانا السلطان ابن السلطان السلطان الغازى عبد الحميد خان الثاني * أيده الله تعالى ببركات السبع المثاني * وأدام سرير سلطنته إلى نهاية الدوران * ما تعاقب الملوان * آمين اللهم آمين