الوالد عن المقدسى عن البغية عن شهاب الائمة وقال صاحب الاصل هو المختار وعندى ومثله في القهستانى عن المنية وهو مذهب الامام أحمد بن حنبل * واما كيفية الوصية وما يجوز منها ومالا يجوز فقد ذكره سيدى الوالد مفصلا في شفاء العليل ومما ينبغى الاحتراز عنه الاستفهام من الدافع للفقير فلا يقول الوصى للفقير قبلت هذه كفارة صلاة عن فلان لانه على تقدير الهمزة أو هل لان هذا الكلام من باب التصديق الايجابى وفى وقوع الصيغ الاستفهامية موقع الايجاب كلام لاهل المذهب بل اما ان يقول الوصى للفقير خذ هذه كفارة صلاة عن فلان بن فلان واما ان يقول هذه كفارة صلاة فلان ابن فلان * وكذلك يجب الاحتراز عن الاسراع بالقبول قبل تمام الايجاب فلا يقول الفقير قبلت الا بعد تمام كلام الوصى ولا يقول الوصى قبلت الا بعد تمام كلام الفقير من اجل كلام يذكر في الاصول * ويجب الاحتراز من بقاء الصرة بيد الفقير أو الوصى بل كل مرة يصير استلامها لكل منهما ليتم الدفع والهبة بالقبض والتسليم في كل مرة * ويجب الاحتراز أيضًا عن احضار قاصر أو معتوه أو رقيق أو مدبر لانه إذا اعطى الوصى لأحدهم ملكه وهبته غير صحيحة فلا تعطى الصرة باسم قاصر أو غير عاقل أو مملوك * ويجب الاحتراز أيضًا عن احضار غنى أو كافر * ويجب الاحتراز أيضًا عن جمع الصرة واستيهابها أو استقراضها من غير مالكها أو من أحد الشريكين بدون اذن الآخر * ويجب الاحتراز من التوكيل باستقراضها أو استيهابها إلا بوجه الرسالة وإلا فبالاصالة كما علمت * ويجب الاحتراز من ان يديرها اجنبى الا بوكالة كما ذكرنا أو ان يكون الوصى أو الوارث كما علمت * ويجب الاحتراز من ان يلاحظ الوصى عند دفع الصرة للفقير الهزل أو الحيلة بل يجب ان يدفعها عازما على تمليكها منه حقيقة لا تحيلا ملاحظا ان الفقير إذا أبي عن هبتها إلى الوصى كان له ذلك ولا يجبر على الهبة * ويجب ان يحترز عن كسر خاطر الفقير بعد ذلك بل يرضيه بما تطيب به نفسه كما قدمناه وبقى بعض محترزات ذكرها سيدى الوالد في شفاء العليل فعليك بها وفيها فوائد كثيرة نفيسة خلا عنها أكثر الكتب المطولة فانى لم اذكرها هنا اكتفاء بها * ولا ينبغى للانسان ان يغفل عن العتاقة المعروفة بين الناس وهي قراءة قل هو الله أحد فقد ورد فيها أحاديث كثيرة منها ما اخرجه أحد في مسنده عن معاذ بن انس الجهني رضى الله تعالى عنه عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال ﴿من قرأ قل هو الله أحد أحد عشر مرة بنى الله تعالى له بيتا في الجنة﴾ فقال عمر رضى الله تعالى عنه إذا نستكثر يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه