وجمعت منه ما يشهد لكل من الفريقين * وضممت إليه ما صار به الصواب بمرأى من العين* وسميت ذلك (بالعلم الظاهر* في نفع النسب الطاهر)(فأقول) مستمدا من الملك المعبود* ولي الخير والجود* مما يشهد للنافى قوله تعالى ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ﴾ قال قاضى المفسرين فلا انساب بينهم تنفعهم لزوال التعاطف والتراحم لفرط الحيرة واستيلاء الدهشة بحيث يفر المرؤ من أخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه أو يفتخرون بها انتهى والثاني قريب من الأول لأن من أسباب عدم الافتخار انتفاء النفع في تلك الدار وقوله تعالى ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ واما الأحاديث فقد اخرج الإمام أحمد رح عن أبي نضرة قال حدثني من شهد خطبة النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - بمنى وهو على بعير يقول يا ايها الناس ان ربكم واحد وإن اباكم واحد لا فضل لعربى على عجمى ولا لاسود على احمر إلا بالتقوى خيركم عند الله أتقاكم (واخرج) مسلم في صحيحه عن أبي هريرة - رضى الله تعالى عنه - قال لما نزلت هذه الآية وانذر عشيرتك الأقربين دعا رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - قريشا فاجتمعوا فعم وخص فقال يا بنى كعب ابن لؤى انقذوا انفسكم من النار يا بنى هاشم انقذوا انفسكم من النار يا بنى عبد المطلب انقذوا انفسكم من النار يا فاطمة انقذى نفسك من النار فانى لا املك لكم من الله شيأ غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها يعنى اصلها بصلتها وأخرجه البخارى بدون الاستناء (واخرج) أبو الشيخ عن ثوبان - رضى الله تعالى عنه - قال قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - يا بنى هاشم لا يأتين (١) الناس يوم القيامة بالآخرة يحملونها على صدورهم وتأتونى بالدنيا على ظهوركم لا اغنى عنكم من الله شيأ (واخرج) البخاري في الأدب المفرد وابن أبي الدنيا عن أبي هريرة - رضى الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - قال ان أوليائى يوم القيامة المتقون وإن كان نسب أقرب من نسب لا يأتى الناس بالاعمال وتأتون بالدنيا تحملونها على رقابكم فتقولون يا محمد فأقول هكذا وهكذا واعرض في كلا عطفيه (واخرج) الطبرانى عن معاذ - رضى الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - لما بعثه إلى اليمن خرج معه يوصيه ثم التفت إلى المدينة فقال أن اوليائى منكم المتقون من كانوا وحيث كانوا ورواه أبو الشيخ أيضًا وزاد في آخره اللهم انى لا احل لهم فساد ما اصلحت (واخرج) البخارى ومسلم واللفظ له عن عمرو ابن العاص - رضى الله تعالى عنه - قال سمعت رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - جهارا غير سر يقول أن آل بنى فلان ليسوا بأوليائي إنما ولي الله وصالح