الحمد لله الذي شرف هذه الأمة المحمدية بأنواع التشريف. وشرع لها شرعا رصينا وحكما مبينا وكلفها باسهل تكليف * وجعل منها عبادا عبادا بادروا إلى امتثال أوامره واجتناب نواهيه. حتى اماتوا انفسهم واغرقوها في بحار حياة التوحيد والتنزيه * وجعل منها أوتادا ونقباء واقطابا * وابدالا واخيارا واوتادا وانجابا * فرحم بهم عباده الضعفا * والبس بعضهم جلباب الستر والخفا وجردهم عن الكدورات البشريه، واغرقهم في بحار الاحديه. واشهدهم اسرار اسمائه وصفاته. وجعل قلوبهم مشكاة لاشعة تجلياته. والصلاة والسلام على من الكل مقتبس من نبراس انواره * وملتمس من فيض عرفانه واسراره ومغترف من بحار شرعه وهداه. ومقتطف من ثمار جوده وجدواه وعلى آله واصحابه الذين لهم الغاية القصوى في هذا الشأن * والخبول المضمرة بين الفرسان في السابق إلى هذا الميدان (وبعد) فيقول اسير وصمة ذنبه. وارجى عفو ربه. محمد امين. المكنى بابن عابدين غفر الله ذنوبه. وستر عيوبه * قد كنت جمعت رسالة بسؤال بعض الاعيان. عن امر القطب الذي يكون في كل زمان واوان. وعن الابدال والنقباء والنجبا وعدتهم على طريق البيان * وبادرت إلى ذلك بعد طلب الاذن من حضرتهم العليه. وقراءة الفاتحة إلى ارواحهم الزكيه عسى الله أن ينفعنا بنفحة من نفحاتهم. ويعيد علينا من عظيم بركاتهم وجمعت ما وقفت عليه من كلام الأئمة المعتبرين. ووفقت للاطلاع عليه من كتب الساده المعمرين (ورتبت) ماجعته على أربعة ابواب وخامة (وسميت) ذلك باجابة الغوث * ببيان حال النقبا والنجبا والابدال والاوتاد والغوث. وكتبت له نسخة وارسلتها إليه ثم رأيت أشياء تناسب المقام ويستحسن ذكرها ذووا الافهام. احببت الحاقها الاستشفاء العليل. وربما حصل بعض تغيير وتبديل. ولكن ابقيت التسمية والترتيب. وسألت المعونة من القريب المجيب (الباب الأول) في بيان الاقطاب والابدال والاوتاد والنجبا والنقبا وبيان صفتهم وعددهم ومساكنهم (فالاقطاب) جمع قطب وزان قفل وهو في اصطلاحهم الخليفة الباطن وهو سيد أهل زمانه سمى قطبا الجمعه الجميع المقامات والاحوال ودورانها عليه مأخوذ من قطب الرحى الحديدة التي تدور عليها * وفى شرح تائية سيدى الشيخ شرف الدين عمر بن الفارض لسيدى الشيخ عبد الرزاق القاشاني القطب