في اصطلاح القوم اكمل إنسان متمكن في مقام الفردية تدور عليه أحوال الخلق وهو اما قطب بالنسبة إلى ما في عالم الشهادة من المخلوقات يستخلف بدلا عنه عند موته من اقرب الابدال منه فح يقوم مقامه بدل هو اكمل الابدال، واما قطب بالنسبة إلى جميع المخلوقات في عالمى الغيب والشهادة ولا يستخلف بدلا من الابدال ولا يقوم مقامه أحد من الخلائق وهو قطب الاقطاب المتعاقبة في عالم الشهادة لا يسبقه قطب ولا يخلفه آخر وهو الروح المصطفوي صلى الله تعالى عليه وسلم المخاطب بقول لولاك لولاك لما خلقت الافلاك انتهى يعنى لا يخلقه غيره في هذا المقام الكامل وإن خلفه فيما دونه كالخلفاء الراشدين ولا ينافي ما سيأتي. وفى بعض كتب العارف بالله تعالى سيدى محى الدين بن عربي قال أعلم انهم قد يتوسعون في اطلاق لفظ القطب فيسمون كل من دار عليه مقام من المقامات قطبا وانفرد به في زمانه على ابناء جنسه وقد يسمي رجل البلد قطب ذلك البلد وشيخ الجماعة قطب تلك الجماعة ولكن الاقطاب المصطلح على أن يكون لهم هذا الاسم مطلقا من غير اضافة لا يكون إلا واحدا وهو الغوث أيضا وهو سيد الجماعة في زمانه ومنهم من يكون ظاهر الحكم ويحوز الخلافة الظاهرة كما حاز الخلافة الباطنة كابي بكر وعمر وعثمان وعلى رضوان الله تعالى عليهم. ومنهم من يحوز الخلافة الباطنة فقط كأكثر الاقطاب وفي الفتاوى الحديثية لابن حجر رجال الغيب سموا بذلك لعدم معرفة أكثر الناس لهم رأسهم القطب الغوث الفرد الجامع جعله الله دائرا في الآفاق الأربعة اركان الدنيا كدوران الفلك في افق السماء وقد ستر الله تعالى احواله عن الخاصة والعامة غيره عليه غير أنه يرى عالما كجاهل وابله كفطن وتاركا كآخذ قريبا بعيدا سهلا عسرا آمنا حذرا ومكانته من الأولياء كالنقطة من الدائرة التي هي مركزها به يقع صلاح العالم انتهى وفى المعدن العدنى في اويس القرني للمنلا على القارى قال واما قطب الابدال في زمانه ﵊ فالذي في ظنى أنه اويس القرني انتهى وفى شرح منظومة الخصائص النبوية لشيخ مشايخنا الشهاب أحمد المنبنى قال وذهب التونسى من الصوفية إلى أن اول من تقطب بعده صلى الله تعالى عليه وسلم ابنته فاطمة ولم ار له في ذلك سلفا واما اول من تقطب بعد عصر الصحابة فعمر بن عبد العزيز وإذا مات القطب خلفه أحد الامامين لانهما بمنزلة الوزيرين أحدهما مقصور على مشاهدة عالم الملكوت والآخر على عالم الملك والامام الذي نظره في عالم الملكوت اعلا مقاما من الآخر انتهى (والابدال) بفتح الهمزة جمع بدل سموا بذلك لما سيأتي في الحديث كلما مات رجل ابدل الله مكانه رجلا