أو لأنهم ابدلوا اخلاقهم السيئة ورضوا انفسهم حتى صارت محاسن اخلاقهم حلية اعمالهم أو لأنهم خلف عن الانبياء كما سيأتي في كلام أبي الدرداء رضى الله تعالى عنه أو لما نقله الشهاب المنبنى عن العارف ابن عربى قال وإذا رحل البدل عن موضع ترك بدله فيه حقيقة روحانية تجتمع إليها ارواح أهل ذلك الموطن الذي رحل عنه هذا الولى فإن ظهر شوق من اناس ذلك الموطن شديد لهذا الشخص تجدت لهم تلك الحقيقة الروحانية التي تركها بدله فكلمتهم وكلموها وهو غائب عنها وقد يكون هذا من غير البدل لكن الفرق أن البدل يرحل ويعلم أنه ترك غيره وغير البدل لا يعرف ذلك وإن تركه انتهى وفي شرح التائية للقاشاني المراد بالابدال طائفة من أهل المحبة والكشف والمشاهدة والحضور يدعون الناس إلى التوحيد والاسلام الله تعالى بوجودهم العباد والبلاد ويدفع عن الناس بهم البلاء والفساد كما جاء في الحديث النبوى حكاية عن الله تعالى أنه قال (إذا كان الغالب على عبدى الاشتغال بى جعلت همه ولذته في ذكرى فإذا جعلت همه ولذته في ذكرى عشقني وعشقته ورفعت الحجاب فيما بيني وبينه لا يسهو إذا سهى الناس أولئك كلامهم كلام الانبياء واولئك هم الابدال حقا أولئك الذين إذا اردت باهل الأرض عقوبة أو عذابا ذكرتهم فيه فصرفته بهم عنهم) والابدال اربعون رجلا لكل واحد منهم درجة مخصوصة ينطبق اول درجاتهم على اخر درجات الصالحين واخرها على اول درجة القطب كلامات واحد منهم ابدل الله تعالى مكانه احدا يدانيه ممن تحته وظهر التبدل في كل من هو أدنى درجة منه فح يدخل في اول درجاتهم واحد من الصالحين وينخرط في سلك الابدال ولا يزال عددهم كاملا حتى إذا جاء امر الساعة قبضوا جميعا كما جاء في الخبر انتهى وفى كتاب احياء علوم الدين للامام حجة الإسلام الغزالي نفعنا الله تعالى به من كتاب ذم الكبر والعجب قال أبو الدرداء رضى الله تعالى عنه أن الله تعالى عبادا يقال لهم الابدال خلف من الانبياء هم اوتاد الأرض فلما انقضت النبوة ابدل الله تعالى مكانهم قوما من امة محمد صلى الله تعالى عليه وسلم لم يفصلوا الناس بكثرة صوم ولا صلاة ولا حسن حلية ولكن بصدق الورع وحسن النية وسلامة الصدر لجميع المسلمين والنصيحة لهم ابتغاء مرضاة الله تعالى بعير تخين وتواضع في غير مذلة وهم قوم اصطفاهم الله تعالى واستخلصهم لنفسه وهم اربعون صديقا ثلاثون رجلا قلوبهم على مثل يقين إبراهيم خليل الرحمن ﵊ لا يموت الرجل حتى يكون الله تعالى قد انشأ من يخلفه. واعلم يا اخى انهم