بذواتهم علم عند نفوسهم وهم على الحقيقة ما عرفهم سواهم مقامهم بين الصديقية والنبوة انتهى (فصل) في الكلام في عددهم وبيان مساكنهم نقل البرهان إبراهيم اللقانى في شرح منظومته الكبير المسمى بعمدة المريد الجوهرة التوحيد عن حواشى الشفا لابن التلمساني قال نقل الخطيب في تاريخ بغداد عن الكتاني ما نصه النقاء ثلاثمائة والنجباء سبعون والبدلاء اربعون والاخيار سبعة والعمد ويقال لهم الاوتاد أيضا أربعة والغوث واحد فمسكن النقباء المغرب ومسكن النجباء مصر ومسكن الابدال الشام والاخيار سياحون في الأرض والعمد في زوايا الأرض ومسكن الغوث مكة فإذا عرضت الحاجة من امر العامة ابتهل فيهما النقباء ثم النجباء ثم الابدال ثم الاخيار ثم العمد اجيب فريق اوكلهم فذاك والا ابتهل الغوث فلا تتم مسألته حتى تجاب دعوته انتهى وقال ذو النون المصرى رضى الله تعالى عنه النقباء ثلثمائة والنجباء سبعون والبدلاء اربعون والاخيار سبعة والعمد أربعة والغوث واحد وحكى أبو بكر المطوعى عمن رأى الخضر ﵇ وتكلم معه وقال له اعلم أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لما قبض بكت الأرض وقالت الهى وسيدى بقيت لا يمشى على نبي إلى يوم القيمة فأوحى الله تعالى إليها اجعل على ظهرك من هذه الأمة من قلوبهم على قلوب الانبياء عليهم الصلاة والسلام لا اخليك منهم إلى يوم القيمة قالت له وكم هؤلاء قال ثلثمائة وهم الأولياء وسبعون وهم النجباء واربعون وهم الاوتاد وعشرة وهم النقبا وسبعة وهم العرفا وثلاثة وهم المختارون وواحد وهو الغوث فإذا مات نقل من الثلاثة واحد وجعل الغوث مكانه ونقل من السبعة إلى الثلاثة ومن العشرة إلى السبعة ومن الأربعين إلى العشرة ومن السبعين إلى الأربعين ومن الثلاثمائة إلى السبعين ومن سائر الخلق إلى الثلاثمائة هكذا إلى يوم ينفخ في الصور انتهى (قلت) وفيما ذكر هنا من تعيين العدد بعض مخالفة لما مر وكأن ذلك والله تعالى اعلم أن من ذكر الأكثر بين الجميع ومن ذكر الأقل اقتصر على بيان من هم رؤساء أهل تلك الدرجة وارسخ قدما من بقيتهم فيها وكذا يقال فيما سيأتي وهو احسن مما اجاب به بعضهم من أن العدد لا مفهوم له على الاصح انتهى لان في بعضهم التقييد بانهم لا يزيدون ولا ينقصون وسيأتي غير هذا الجواب فتدبر (الباب الثاني) فيما ورد فيهم من الآثار النبوية الدالة على وجودهم وفضلهم على سائر البرية قد ذكر نبذة من ذلك العلامة ابن حجر في الفتاوى الحديثية والشهاب أحد المنيني في شرح منظومته عن الحافظ السيوطي والامام المناوى وكذا المنلا على القاري في المعدن العدني في اويس