بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا﴾ وكان في غير أوان الرطب، وكذلك قصة أصحاب الكهف والأعاجيب التي ظهرت عليهم من كلام الكلب معهم وغير ذلك، ومن ذلك قصة ذى القرنين وتمكينه سبحانه له مما لم يكن لغيره، ومن ذلك ما أظهر على يد الخضر من إقامة الجدار وغيره من الأعاجيب وما كان يعرقه مما خفى على موسى ﵊ كل ذلك أمور ناقضة للعادة اختص الخضر بها ولم يكن نبيا بل كان وليا ثم نقل من الآثار والأخبار والحكايات العجيبة عن الاخيار من الصحابة والتابعين، والأئمة المعتبرين وأطال في ذلك جدا، مما لا يستطيع له المنكر ردا، ولو التزمنا ذكر ذلك لخرجنا عن المقصود، فسبحان الملك المعبود، الذي تفرد في الوجود بإفاضة الخير والجود. يمنح من فضله ما شاء. ويختص برحمته من يشاء نسأله ﷾ أن يميتنا على حبهم، وإن يسقينا من رحيقهم وشربهم، وأن يعيد علينا من بركاتهم الظاهرة، وينفعنا بأنفاسهم الطاهرة ويلبسنا من حللهم الفاخرة. ويجعلنا من أشياعهم في الدنيا والآخرة أنه أكرم الأكرمين، وأرحم الراحمين. وصلى الله تعالى على سيدنا وسندنا محمد خير المقربين، وعلى آله وأصحابه، وأتباعه وأحزابه. إلى يوم الدين نجز تحرير هذه المقالة في نهار الاربعا الثامن من شواله سنة ١٢٢٤ قال سيدى المؤلف رحمه الله تعالى وقد يسر المولى ختم تهذيب هذه المقالة وتذهيب دملج هذه العجالة بتوسلات الهمت لهذا العبد الضعيف، بهؤلاء القوم ذوى المقام المنيف راجيا من الله تعالى القبول، بحرمة نبيه النبيه الرسول، وأتباعه ذوى القرب والوصول، عوالى الفروع ثوابت الأصول، فقلت، وعلى الله اتكلفت
توسل إلى الله الجليل باقطاب … وقف طارقا باب الفتوح على لباب
وبالسادة الابدال دوما ذوى النقبا … وبالسادة الاوتاد ثم بانجاب
كذلك بالاخيار والنقبا تفز … بخير على قطر السما والحصى رابي
فهم عدة للناس من كل نازل … بهم يتقى من كل ضير واوصاب