للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحمد لله الذي شرع لنا خير شريعة واعلاها، واطد دعائمها لعلمائها وقواها، واقام سوق عزائمها، وارخص سوق فسوق من باراها وكف ايدى المتمردين، والجاحدين الحاسدين، ببراهين اضاء سناها وطهرها من دنس الزور والبهتان، والافتراء والعدوان، وجى جاها واظهرها إلى العيان كالشمس وضحاها، والقمر إذا تلاها، وحتم على كل نفس باقتفاء آثارها والعمل بمقتضاها، فألهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها، وقد خاب من دساها، والصلاة والسلام على خير داع إلى توحيده، واشرف قائم بارشاد عبيده، حتى بلغ من المشقة اقصاها، واوذى فصبر، وابتلى فشكر، وحاز عزا وجاها وعلى آله وأصحابه الذين حازوا ينصرته اعلى المقامات واسناها، صلاة دائمة لا تعد ولا تحد ولا تتناهى، ما جرت سفينة لانتصار، لاهل الاسرار، في بحار الأفكار، ولحج الآثار والاخبار، وكان باسم الله مجريها ومرسيها (اما بعد) فيقول افقر العباد، إلى عفو مولاه يوم التناد، محمد امين الشهير بابن عابدين، لما فسد الزمان وتعاكس وتقاعد عن الصلاح وتقاعس، لم يشتغل غالب أهله بخاصة نفسه وبما ينفعه عند افول شمسه، وحلوله في رمسه، بل صار يطيل لسانه على اشرف أهل جنسه، بمجرد وهمه وحدسه، أو بمحض الزور والبهتان، لداء الحسد والطغيان، وغفل عن كون ذلك سببا للدمار وخراب الديار، ومحق الاعمار، واعفاء الآثار، فألف بعضهم رسالة أراد ترويجها في سوق الجهالة، بين أهل البطالة، حيث حكم فيها بالزندقة والضلالة، على الإمام الشهير، والعارف الكبير، الذي ورث من العوارف والمعارف كل طريف وتالد، ولم ينكر فضله إلا الجاحد المعاند، والمكابر الحاسد، وهو الإمام الأوحد، والعالم المفرد الهمام الماجد، حضرة سيدى الشيخ خالد، الذي بذل جهده في نفع العبيد، وارشادهم إلى الدأب على كلمة التوحيد، حتى غدا قطب العارفين في سائر الآفاق، وملاذ المريدين، على الإطلاق، واشتهرت به الطريقة النقشبندية، الواضحة الجلية، في عامة البلاد الإسلامية والممالك المحمية، مع ما حاز إلى ذلك من علوم باهرة بهية، وتأليفات شائقة شهية، فلا تبدو نفائس لآلئ التحقيق، من بحار التدقيق إلا بغواص افكاره، ولا تجلى عرائس جواري الترقيق، على منصات التنميق، الا لخطاب انظاره، فإذا شاع صيته وذاع، وعم النواحى والبقاع، وتليت آيات فضائله على السنة الاصايل والبكور ونشرت

<<  <  ج: ص:  >  >>