رايات فواضله على رماح الظهور، وظهر ظهور البدر التام معتقدا بين الخاص والعام، حتى بين أعيان الدولة المنصور، ذات المحامد المأثوره، لا زالت مؤطدة البنيان، عالية الشأن، بيمن خليفتها الاعظم وخاقانها المحمود المعظم، الذي شيد دعائم الدين، واباد جيوش الكافرين الجاهدين، وحمى ساحة الإسلام والمسلمين، بماضي عزمه ونشر ألوية الشرائع والاحكام بثواقب حزمه، ادام الله تعالى طلعته السعيدة في افق هذا الزمان كوكبا منيرا، وخلدذا الاراء السديده في باهي مملكته عضدا ووزيرا، وايد ذوى العقود الرشيدة، في بروج اوامره ونواهيه نجوما مشرقة، وعيد ذوى القوة الشديدة في مطالع غزواته وجعلهم على اعدائه شهبا محرقة، حتى تنجلى غياهب الشرك والالحاد وتضحك بالنصر والحبور ثغور البلاد والعباد، ونفعه والمسلمين بإمداد هذا الإمام، والحبر البحر الهمام، الذي شهدت ببراءة ساحته المحترمه عما رمته به الحسدة الظلمة، عامة أهل البلاد من الناس، ولا سيما من لهم إلى جنابه قرب والتماس، منهم ذو الايادى البوادى، لدى الحاضر والبادى، ومفتى الانام في دمشق الشام، السيد حسين افندى المرادي دامت فضائله غير مصروفة عن ذاته لأنَّه منتهى جوعها، وفواضله تنفجر منه انهارها لأنَّه ينبوعها، فلذا سأل الفقير بنسل فصال النضال، من جعبة فرسان المقال، وسل لوامع قواطع الاستدلال، من غمد كتائب كتب فحول الرجال، وهزر دينى الرد، على عواتق الدفع والصد، عند النزال في حومة الجدال، لينقشع عن عين العيان، عين البهتان، والضلال، ويسلم صحيح الافعال، من همز الضعف والاعتلال ويرتفع خفض المنصوب على التمييز للحال، بإبراز ضمائر الصفات والافعال، ويظهر خفى المتشابه والاجمال، بتفسير نص المحكم من الأقوال، فبادرت إلى التوجه والاقبال، على الطاعة والامتثال، لسؤاله بلا اهمال ولا امهال، فجمعت هذه الاوراق، الحلوة المذاق لدى أهل الاشواق، كي يبدو نجمها الخفاق، في اكناف أطراف الآفاق، ويسير نميرها الدفاق بما رق وراق، في حياض رياض الإطلاق، وتغنى بلا بلهاذات الاطواق، على غصون الأفكار والاحداق وتشنف مسامع المشتاق، بما عنه نطاق البيان ضاق، وتصد أهل الافترا والاختلاق، عن سوء الافعال وسيء الأخلاق، ليكونوا من الرفاق أهل الصفا والوفاق، فقلت مستعينا بعون الملك الخلاق، في سلوك مهامة هذه المشاق، وقمع المعاند والمشاق (بضم الميم)، مستمنحا من فيض الكريم الرزاق، بسط موائد التوفيق في هذا المساق، واصابة الصواب في اللحاق والسباق،