للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأئمة جرجوا بناء على معتقدهم وهم المخطئون والمجروح مصيب واطال الكلام في هذا المقام (فإن قلت) أن ما تقدم من تسليم حضور الجان في بعض مجالس هذا الأستاذ يقوى ما نسبه إليه اعداؤه من تسخير بعض الارواح الارضية له المعدود من السحر والموصل إلى دعوى علم الغيب قلت هذا مما لا يتوهمه عاقل، فضلا عن فاضل، بل ذلك كرامة عظيمة، ومنحة جسيمة، اكرمه الله تعالى ومنحه بها ليدل على حسن عقيدته، واستقامة طريقته، فإن حضور الجن بل الاجتماع بهم أمر جائز، والجن غير الشياطين، التي يدعى السحرة تسخيرها لهم وحضور الجن والاجتماع بهم ليس من هذا القبيل المسمى سحرا وليس ذلك من دعوى علم الغيب في شيء ولنشرح لك هذا المقام، تتميما للمرام، في أربعة فصول (الفصل الأول) في بيان حقيقة الكرامة، الثاني في بيان حقيقة الجن والفرق بينهم وبين الشياطين وجواز رؤيتهم والاجتماع بهم، الثالث في بيان السحر وأقسامه وأحكامه، الرابع في بيان دعوى علم الغيب، وتتبع ذلك بخاتمة مشتملة على نقل نبذة يسيرة عن بعض العلماء الأعلام، من معاصرى هذا الإمام، الذين شهدوا له بالفضل التام وبأنه من العلماء العاملين والأولياء الكرام (الفصل الأول) في كرامة الأولياء وتعريف الولى، قال المحقق التفتازاني في شرح المقاصد الولى هو العارف بالله تعالى وصفاته المواظب على الطاعات المجتنب عن المعاصى المعرض عن الانهماك في اللذات والشهوات وكرامته ظهور أمر خارق للعادة من قبله غير مقرون بدعوى النبوة وبهذا يمتاز عن المعجزة وبمقارنة الاعتقاد والعمل الصالح والتزام متابعة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم عن الاستدراج وعن مؤكدات تكذيب الكذابين كما روى أن مسيلمة دعا لأعور أن تصير عينه العورا صحيحة فصارت عينه الصحيحة عورا ويسمى هذا إهانة وقد تظهر الخوارق من قبل عوام المسلمين تخلصا لهم من المحن والمكاره وتسمى معونة فلذا قالوا أن الخوارق أنواع أربعة معجزة وكرامة ومعونة واهانة وذهب جمهور المتكلمين إلى جواز كرامة الأولياء ومنعه أكثر المعتزلة والاستاذ أبو إسحاق يميل إلى قريب من مذاهبهم كذا قال إمام الحرمين ثم المجوزون ذهب بعضهم إلى امتناع كون الكرامة بقصد واختيار من الولى وبعضهم إلى امتناع كونها على قضية الدعوى حتى لو ادعى الولى الولاية واعتضد بخوارق العادات لم يجز ولم يقع بل ربما سقط عن مرتبة الولاية، وبعضهم إلى امتناع كونها من جنس ما وقع معجزة لنبي كانفلاق البحر وانقلاب العصى واحياء الموتى قالوا وبهذه الجهات تمتاز عن المعجزات، وقال الإمام هذه الطرق ليست سديدة والرضى عندنا تجويز جملة خوارق العادات

<<  <  ج: ص:  >  >>