للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرحلة الهنديه من طريق الرى * يطوى بايدى العيس بساط البيد اسرع طى * فوصل طهران * وبعض بلاد ايران * والتقى مع مجتهد هم المتضلع بضبط المتون والشروح والحواشي * إسمعيل الكاشي * فجرى بينهما البحث الطويل * بمحضر من جمهور طلبة إسمعيل * فافحمه افحاما اسكته * وانطق طلبته * بان ليس لنا من دليل * ولا قيل * ثم دخل بسطام وخرقان و سمنان * ونيسابور ثم بلدة هراة من بلاد الافغان واجتمع مع علمائها فحاوروه في ميدان الأمتحان* ولما رحل عنهم ودعوه بمسير اميال * لما شاهدوا فيه من بديع الحال * ووصل قندهار وكابل ودار العلم نيشاور * فاجتمع بجم غفير من علمائها وامتحنوه بمسائل من علم الكلام وغيره ثم رحل إلى بلدة لاهور فسار منها إلى قصبة فيها العالم النحرير * والولى الكبير * اخى شيخه في الطريقة الشيخ المعمر الولى ثناء الدين النقشبندى قال فبت في تلك القصبة ليلة فرأيت في واقعة انه قد جذبنى من خدى باسنانه يجرنى إليه وانا لا انجر فلما اصبحت ولقيته قال لى من غير ان اقص الرؤيا عليه سر على بركة الله تعالى إلى خدمة اخينا الشيخ عبد الله فعرفت انه قد اعمل همته الباطنية العلية ليجذبي إليه فلم ييسر لقوة جاذبة شيخي المحول فتوحى عليه * فرحلت من تلك القصبة اقطع الانجاد والاوهاد* إلى ان وصلت إلى دار السلطنة الهنديه وهي المعروفه بجهان آباد * بمسير سنة كاملة * وقد ادركتني نفحاته واشاراته قبل وصولى بنحو أربعين مرحله * وهو اخبر قبل ذلك بعض خواص اصحابه بوفودي إلى اعتاب قبابه * انتهى * وليلة دخوله بلدة جهان اباد انشأ قصيدته العربية الطنانه من بحر الكامل يذكر فيها وقائع السفر وتخلص إلى مدح شيخه مطلعها

كملت مسافة كعبة الأمال … جدا لمن قدمن بالاكمال

وهى طويلة وله غيرها من المقاطيع العربية وفى الفارسية قصائد ومقاطيع كثيرة انسيه منها قصيدة غراء في مدح شيخه قدس سره أيضا * وبعد وصوله تجرد ثانيا عما عنده من حوائج السفر * وانفقه كله على المستحقين ممن حضر * فأخذ الطريقة العلمية النقشبنديه بعمومها وخصوصها * ومفهومها ومنصوصها * على شيخ مشايخ الديار الهنديه ووارث المعارف والاسرار المجدديه * سباح بحار التوحيد * سياح قفار التجريد * قطب الطرائق * وغوث الخلائق* ومعدن الحقائق * ومنبع الحكم والإحسان والايقان والدقائق * العالم النحرير الفاضل * والعلم المفرد الكامل * المتجرد عماوى مولاه * حضرة الشيخ عبد الله الدهلوي قدس سره واشتغل بخدمة الزاوية * مع الذكر الملقن بالمجاهدة

<<  <  ج: ص:  >  >>