فلم يمض عليه نحو خمسة اشهر حتى صار من أهل الحضور والمشاهدة وبشره شيخه ببشارات كشفيه * وقد تحققت بالعيان * وحل منه محل إنسان العين من الإنسان * مع كثرة تصاغره بالخدم * وكسره لدواعى النفس بالرياضات الشاقة وتكليفها خطط العدم * فلم تكمل عليه السنة حتى صار الفرد العلم * والله ذو الفضل الاعظم * وشهد له شيخه عند اصحابه وفى مكاتيبه المرسلة إليه بخطه المبارك بالوصول إلى كمال الولاية * واتمام السلوك العادى مع الرسوخ والدرايه * واجازه بالارشاد وخلفه الخلافة التامة* في الطرائق الخمسه * النقشبنديه * والقادريه والسهر ورديه * والكبرويه والجشتيه * واجازه بجميع ما يحوز له روايته من حديث وتفسير وتصوف واحزاب واوراد * ثم ارسله بعد ملازمته سنة بأمر مؤكد لم يمكنه التخلف عنه إلى هذه الاقطار والبلاد ليرشد المسترشدين * ويربى السالكين * باتقن ارشاد * وشيعه بنفسه نحو أربعة اميال * ليأتى إلى اوطانه ممتثلا للأمر الواجب الأمتثال * سائرا في طريقه برا وبحرا نحو خمسين يوما لم يطعم طعاما فيه ولم يشرب الماء متغذيا مترويا بالعبادة والذكر حتى خرج من بندر مسقط إلى نواحي شيراز * ويزد * واصفهان * يعلن بالحق اينما كان وكم مرة تجمع بعض الروافض لضربه وقتله * بعد عجزهم عن ادلة عقله ونقله * فهجم عليهم بسيفه البتار * فنكصوا على اعقابهم وولوا الادبار (ثم) اتى همدان وسنندج فوصل السليمانية سنة ست وعشرين باستقبال أعيان وطنه معززا مكرما فقدم في تلك السنة بلدتنا الزوراء ليزور الأولياء* فنزل في زاوية الغوث الاعظم * سيدنا الشيخ عبد القادر الجبلى* قدس سره الأقوم * وابتدأ هناك بارشاد الناس* على احكم اساس * فمكث نحو خمسة اشهر ثم رجع إلى وطنه بشعار الصوفية الاكابر* مرشدا في علمى الباطن والظاهرا. ولما اطردت سنة الله في الذي خلوا من قبل ان جعل حساد الكل من تفرد في الفضل * هاج عليه بعض معاصريه ومواطنيه بالحسد والعداوة والبهتان * ووشوا عليه عند حاكم كردستان* بأشياء تنبو عن سماعها الاذان. وهو برئ منها بشهادة البداهة والعيان. فلم يقابل صنيعهم الشنيع * إلا بالدعاء الهم وحسن الصنيع * فلم تخب نارهم * وزاد شرهم وعوارهم * فخلاهم * وشانهم في السليمانية ورحل إلى بغداد سنة ثمانية وعشرين مرة ثانية فالف الذي تولى كبر البهتان من المنكرين رسالة عاطلة عن الصدق والصواب. ومهرها بمهور اخوانه المنكرين مشحونة بتضليل الشيخ المترجم وتكفيره ولم يخشوا مقت المنتقم شديد العقاب* وارسلها إلى والى بغداد سعيد باشا يحرضه على اهانته * واخراجه