من بغداد بسعايته فبصره الله تعالى بدسائسهم الناشئة عن الحسد والعناده وامر بعض العلماء بردها على وجه السداد* فانتدب له العالم النحرير * الدارج إلى رحمة الله القدير * محمد امين افندى مفتى الحملة سابقا * وكان مدرس المدرسة العلوية لاحقا بتأليف رسالة طعن باسنة ادلتها اعجازهم فولتهم الادبار ثم لا ينصرون * وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون * ومهرت بمهور علماء بغداد. وارسلت إلى المنكرين فسقلتهم بالسنة حداد. فتخبت نارهم * وانطمست آثارهم* ورجع بعد هذه الأمور إلى السليمانية محفوفا بالكمالات الاحسانية. وبالجملة انتفع به خلق كثيرون من الاكراد واهل كركوك واربل والموصل والعماديه وعينتاب وحلب والشام والمدينة المنوره ومكة المعظمة وبغداد * وهو كريم النفس حميد الاخلاق باذل الندا * حامل الاذا * حلو المفاكهة والمحاضره * رقيق الحاشيه والمسامرة * ثبت الجنان* بديع البيان طلق اللسان * لا تأخذه في الله لومة لائم * يأخذ بالاحوط والعزائم * يتكفل الارامل والايتام * شديد الحرص على نفع الإسلام (وله) من المؤلفات حاشية نفيسة لم ينسج على منها لها على الخيالى (و) حاشية الحفيدية السيالكوتيه (و) حاشية على نهاية الرملى في فقه الشافعي إلى باب الجمعة (و) حاشية على جمع الفوائد من كتب الحديث (و) رسالة عجيبة سماها العقد الجوهرى في الفرق بين كسبى الماتريدى والاشعرى (و) رسالة في الرابطة في اصطلاح السادة النقشبنديه (و) شرح لطيف على مقات الحريرى لكنه لم يكمل (و) شرح على حديث جبريل جمع فيه عقائد الإسلام إلا انه باللغة الفارسية واكثر شعره فارسي (وله) ديوان نظم بديع * ونثر يفوق ازهار الربيع * وهو الآن اعنى سنة ثلاثة وثلاثين * يدرس العلوم من حديث وأصول وتصوف ورسوم* ويربى السالكين على احسن حال واجمل منوال * وقد مدحه ادباء عصره من مريديه وغيرهم بقصائد فارسية وعربيه * ورحل إليه كثير من الاقطار الشرقية والغربية * وبابه محط رحال الافاضل * ومخيم أهل الحاجات والمسائل* لم يشغله الخلق عن الحق * ولا الجمع عن الفرق* لا زال ظله ممدودا * ولواء ترويج الشريعة والطريقة بوجوده معقودا * امين ان الذي قلت بعض من مناقبه * ما زدت الا لعلى زدت نقصانا انتهى ما كتبه في الحديقة النديه مع حذف بعض من عباراته السنيه * روما للاختصار * وعدم الاملال والاضجار * ومن أراد الزيادة على ذلك من اوصاف هذا الامام * فليرجع إلى الكتاب الذي الفه فيه الامام الهمام خاتمة البلغا * ونادرة النبغاء الاوحد السند * الشيخ عثمان سند