الذي سماء اصفى الموارد * في ترجمة حضرة سيدنا خالد* فإنه كتاب لم يحك ببنان البيان على منواله * ولم تنظر عين إلى مثاله * ما اشتمل عليه من الفقرات العجيبه * والقصائد الرائقة الغربيه * عارض فيه المقامات الحريريه والاشعار الحسانيه والجريريه (ثم) ان حضرة الامام المترجم قد تفضل الله تعالى به على أهل الشام وانعم * حيث جعلها محل قراره* ومحط رحاله وتسياره* ودخلها سنة ثمانية وثلاثين بخدمه وحشمه وجملة من الخلفاء والمريدين * فغصت ابوابد بالزحام وهرع إلى خدمته الخاص والعام * يتبرك بزيارته الامراء والحكام * نافذ الكلمة فيهم بلا نقض ولا إبرام* تتواد عليه المكاتبات من أعيان الدولة المنصورة * وامراء عامة الاقطار المعمورة. وهو مع ذلك لم يشتغل عن نشر العلوم الشرعيه * واشادة شعار الطريقة النقشبنديه وإرشاد السالكين * وتربية المريدين * واحياء كثير من مساجد دمشق الشام قد آلت إلى الاندراس والانهدام* بإقامة الصلوات والاوراد والاذكار وإرشاد الحلق إلى طرق السادة الابرار* حتى صار عين جلق * ويدرها المتالق* ودر تاجها * وسبب رواجها* والمشار إليه من بين اهلها والمعول عليه في دفع الملمات وحلها مالى ان اصيبت بعين الزمان * ورميت بطوارق الحدثان * بسبب الطاعون الداعي إلى الهلاك والحتف * الواقع فيها عام اثنين واربعين ومائتين والف * قلبي داعيه المجاب إلى دار المقام في ليلة الجمعة لاربع عشرة خلون من ذي القعدة الحرام * ذلك العام * بعد ما قدم بين يديه ولدين تجيبين جعلهما الله له فرطين * فكان لهما الثالث * واسرع بلحاقهما غير متأخر ولا ناكث * ودفن بسفح قاسيون المشهور * في مكان موات بعيد عن القبور * احتفره لنفسه قبل وفاته بايام * استعدادا للموت المحتوم على الانام * وكان ذلك بعد شروعي في الفصل الرابع من هذه الاوراق * قبيل وصولى إلى خاتمتها الداعية للاشواق *ولقد دخلت عليه اعزيه بولده الاخير* فوجدته يضحك بوجه مستنير * وقال لى انا أحمد الله حيث أجد في قلبي الحمد والرضا أكثر من الاسترجاع على مر القضا ثم زرته يوم الثلاثا الحادى عشر من ذى القعدة قبل الغروب من ذلك اليوم* فذكرت له انى رأيت منذ ليلتين في النوم * ان سيدنا عثمان بن عفان ميت وانا واقف اصلى عليه فقال لى انا من اولاد عثمان فكأنه يشير إلى ان هذه الرؤيا تومئ إليه ثم اخبرت انه لما صلى العشاء التفت إلى مريديه فاستخلف واوصى وفعل ما أراد واستقصى * ثم دخل إلى بيته فطعن تلك الليلة ليفوز بقسم الشهادة