هنا فقد وقع في النهاية انها تستعمل على ثلاثة انحاء احدها ان يراد بها النداء المحض كقولك اللهم ارحمنا الثاني ان يذكره المجيب تمكينا الجواب في نفس السامع يقول لك القائل اقام زيد فتقول انت اللهم لا والثالث ان يستعمل دليلا على الندرة وقلة وقوع المذكور كقولك انا لا ازورك اللهم إذا لم تدعنى الا ترى ان وقوع الزيادة مقرونة بعدم الدعاء قليل انتهى وظاهره ان المعنى الأول والثانى لا يأتيان هنا وفي تأتى الثالث في هذا المحل نظر انتهى كلام الدماميني لعل وجه النظر ان قول ابن الأثير في النهاية الا ترى الخ يفيد انه لا بد ان يكون ما بعدها نادرا في نفسه وقد يقال لا يلزم ذلك بقرينة قوله يستعمل دليلا على الندرة الخ فأفاد انها تدل على ان ما بعدها نادر بالنظر لى ما قبلها وإن كان في نفسه غير نادر فليتأمل (ثم اعلم) ان قوله ووقع التفريغ في الإيجاب فيه نظر لان قول المغنى وكون الاضمار في يكون لا في عسى الخ معناه لا يكون الاضمار في عسى في وقت من الاوقات إلا في كذا فالوقت المقدر نكرة في سياق النفي فالاستثناء بعدها استثناء من المنفى كما في قولك لا يأتينا زيد إلا يوم كذا نعم قد يعبرون بنحو قولك هذا ضعيف إلا إذا حمل على كذا فهو استثناء مفرغ في الاثبات صورة ولكنه في المعنى نفى لان معنى ضعيف انه لا يعتمد عليه مثلا وقال في المغنى آخر الكتاب في اول الباب الثامن ما نصه السادسة وقوع الاستثناء المفرغ في الإيجاب نحو (وإن كانت لكبيرة إلا على الخاشعين ويأبى الله إلا ان يتم نوره) لما كان المعنى وانها لا تسهل إلا على الخاشعين ولا يريد الله إلا ان يتم نوره انتهى (ومنها) قولهم لابد من كذا أي لا مفارقة وقد يفسر بوجب وذلك لأن أصله في الاثبات بدا لامر فرق وتبدد تفرق وجاءت الخيل بدادا أي متفرقة فإذا نفى التفرق والمفارقة بين شيئين حصل تلازم بينهما دائما فصار أحدهما واجبا للآخرون ومن ثم فسروه بوجب وبد اسم مبنى على الفتح مع لا النافية لانه اسمها والخبر محذوف أي لنا أو نحوه وقد يصرح به وذكر الفنرى في حواشي المطول ان الجار والمجرور متعلق المننى اعنى بد على قول البغداديين حيث اجازوا لاطالع جبلا بترك تنوين الاسم المطول اجراء له مجرى المضاف والبصريون أوجبوا في مثله تنوين الاسم وجعلوا متعلق الظرف فيما بنى الاسم فيه على الفتح كما فيما نحن فيه محذوفا هو خبر المبتدأ أي لا بد ثابت لها وقوله من كذا خبر مبتدأ محذوف أي اليد المنفى من كذا وهذه الجملة الاسمية التبنية لا محل لها من الأعراب لأنها جملة مستأنفة لفظا ويجوز ان يكون من كذا متعلقا بما دل عليها لابداى لايد من كذا وقد أشار الشريف في أواخر بيان المفتاح إلى ان الظرف في مثله خبر للاحيث قال في قوله لا تلقى لاشارته ان لاشارته ليس معمولا للتلقى