وإلا لوجب كصبه على التشبيه بالمضاف بل هو خبر لا فتأمل وقس على ما ذكر نظائر هذا التركيب انتهى (أقول) هذا ظاهر فيما إذا قيل لا بد من كذا اما إذا قيل لابد لكذا من كذا فالخبر هو الظرف الأول إلا أن يقال من تعدد الأخبار تأمل ثم قوله ويجوز أن يكون متعلقا بما دل عليه لا بد أي لا بد من كذا فيه نظر إذ لا فرق بين هذا المقدر والمذكور فلا حاجة إلى تقدير هذا ووقع في بعض العبارات لابد وأن يكون واستعمله السعد في كتبه أيضًا وقال الفنرى أن الواو مريدة في الخبر وقال بعض المحشين هذه الواو للصوق أي لزيادة لصوق لا بالخبر انتهى وفيه بحث فإن الكون المنسبك من أن والفعل لا يصلح أن يكون خبرا هنا فإن قبل حذف الجار بعد أن وإن مطرد قلنا إذا قدر الجار يكون لغوا متعلقا بقوله بد والخبر محذوف كما مر على أن صاحب المغني لا يثبت واو اللصوق كما ذكره بعض الفضلاء ورجح أن الواو هنا زائدة وهى التي دخولها في الكلام كخروجها ورأيت في بعض الهوامش أنه روى عن أبي سعيد السيرافي في كتاب سيبويه أنه قال تجيء الواو بمعنى من فإن ثبت ذلك يكون جل الواو هنا عليه أولى من دعوى زيادتها فليراجع (ومنها) قولهم هو كذا لغة أو اصطلاحا قال ابن الحاجب أنه منصوب على المفعولية المطلقة وأنه من المصدر المؤكد لغيره صرح به في أماليه وفيه نظر من وجهين الأول أن اللغة ليست اسما للحدث والثانى أنها لو كانت مصدرا مؤكدا لغيره لكانت إنما كانت تأتى بعد الجملة فإنه لا يجوز أن يتقدم ولا يتوسط فلا يقال حقا زيد ابنى ولا زيد حقا ابنى وإن كان الزجاج يجيز ذلك (فإن قلت) هل يجوز أن يكون مفعولا لأجله أو منصوبا على نزع الخافض أو تمييزا (قلت) لا يجوز الأول لأن المنصوص على التعليل لا يكون إلا مصدرا ولا الثاني لوجهين الأول أن إسقاط الخافض سماعى واستعمال مثل هذا التركيب مستمر شائع في كلام العلماء الثاني أنهم التزموا في مثل هذه الألفاظ التنكير ولو كانت على إسقاط الخافض لبقيت على تعريفها الذي كان مع وجود الخافض كما بقى التعريف في قوله (تمرون الديار ولم تعوجوا) وأصله تمرون على الديار وبالديار ولا الثالث لأن التمييز أما تفسير للمفرد كرطل زيتا أو تفسير للنسبة كطاب زيد نفسا وهذا ليس شيئا منهما أما أنه ليس تفسيرا لمفرد فلأنه لم يتقدم منهم وضعا فيميز وإما أنه ليس تفسيرا للنسبة فلأنه لم يتقدم نسبة (فإن قلت) يمكن أنه من تمييز النسبة بأن يقدر مضاف أي تفسيرها لغة فيكون من باب أعجبني طيبه أبا (قلت) تمييز النسبة الواقعة بين المتضايفين لا تكون إلا فاعلا في المعنى ثم قد تكون مع ذلك فاعلا في الصناعة باعتبار الأصل فيكون محولا عن المضاف