للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نحو أعجبنى طيب زيدا با إذا كان المراد الثناء على أبي زيد وقد لا يكون كذلك فيكون صالحا لدخول من تحو لله دره فارسا وويحه رجلا فإن الدر بمعنى الخير وويح بمعنى الهلاك ونسبتهما إلى الرجل كنسبة الفعل إلى فاعله وتعلق التفسير بالكلمة إنما هو تعلق الفعل بالمفعول لا بالفاعل (فإن قلت) ما وجه نصبه (قلت) الظاهر أن يكون حالا على تقدير مضاف من المحدود ومضافين من المنصوب والأصل تفسيرها موضوع أهل اللغة ثم حذف المتضايفان على حد حذفيهما في قوله تعالى (فقبضت قبضة من أثر الرسول) أي أثر حافر فرس الرسول ولما أنيب الثالث عما هو الحال بالحقيقة التزم تنكيره لنيابته عن لازم التنكير ولك أن تقول الأصل موضوع اللغة بتقدير مضاف واحد ونسبة الوضع إلى اللغة مجاز وهذا أحسن الوجوه كذا حرره بعض المحققين وهو خلاصة ما ذكره ابن هشام في رسالته الموضوعة في هذه المسئلة ومن أراد الاطلاع على أزيد من ذلك فعليه بها (ومنها) قولهم هو أكثر من أن يحصى ونحو قولهم زيد أعقل من أن يكذب وهو من مشكل التراكيب فإن ظاهره تفضيل الشيء في الأكثرية على الإحصاء وتفضيل زيد في العقل على الكذب وهذا لا معنى له ونظائره كثيرة مشهورة وقل من يتنبه لإشكالها وقد جله بعضهم على أن أن المصدرية بمعنى الذي ورده في المغني في الجهة الثالثة من الباب الخامس من الكتاب بأنه لا يعرف قائل به ووجهه بتوجيهين نظر في كل منهما الدماميني في شرحه عليه ونقل عن الرضى وجها استحسنه فقال قال الرضى وأما نحو قولهم أنا أكبر من أشعر وأنت أعظم من أن تقول كذا فليس المقصود تفضيل المتكلم على الشعر والمخاطب على القول بل المراد بعدهما عن الشعر والقول وأفعل التفضيل يفيد بعد الفاضل من المفضول وتجاوزه عنه فمن في مثله ليست تفضيلية بل هي مثلها في قولك بنت منه تعلقت بأفعل التفضيل بمعنى متجاوز وباين بلا تفضيل فمعنى أنت أعز على من أن أضربك أي باين من أن أضربك من فرط عزتك على وإنما جاز ذلك لأن من التفضيلية متعلقة بأفعل التفضيل بقريب من هذا المعنى ألا ترى أنك إذا قلت زيد أفضل من عمرو فمعناه متجاوز في الفضل عن مرتبته فمن فيما تحن فيه كالتفضيلية إلا في معنى التفضيل قال ولا مزيد عليه في الحسن (ومنها) قولهم سواء كان كذا أم كذا فسواء اسم بمعنى الاستواء يوصف به كما يوصف بالمصادر ومنه قوله تعالى (إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) وهو هنا خبر والفعل بعده أعنى كان كذا الخ في تأويل المصدر مبتدأ كما صرح بمثله الزمخشري في قوله تعالى

<<  <  ج: ص:  >  >>