في بعض مصنفاته فقال قد يقال يجوز فيه وجهان أحدهما أن يكون مصدرًا كما أن قولك يجوز كذا اتفاقا أو إجماعا بتقدير اتفقوا على ذلك اتفاقا وأجمعوا عليه إجماعًا ويشكل على هذا أن فعله المقدر إما اختلفوا أو خالفوا أو خالفت فإن كان اختلفوا أشكل عليه أمران أحدهما أن مصدر اختلف إنما هو الاختلاف لا الخلاف والثانى أن ذلك يأبى أن يقول بعده لفلان وإن كان خالفوا أو خالفت أشكل عليه أن خالف لا يتعدى باللام بل بنفسه وقد يختار هذا القسم ويجاب عن هذا الاعتراض بأن يقال قدر اللام مثلها في سقيا له أي متعلقة بمحذوف تقديره أعني له أو أرادنى له ألا ترى أنه لا يتعلق بسقيا لأن سقى يتعدى بنفسه والوجه الثاني أن يكون حالًا والتقدير أقول ذلك خلافًا لفلان أو مخالفا له وحذف القول كثير جدا حتى قال أبو على هو من باب حدث البحر ولا حرج ودل على هذا العامل أن كل حكم ذكره المصنفون فهم قائلون به وكان القول مقدر قبل كل مسئلة وهذه العلة قريبة من العلة التي ذكرها لاختصاصهم الظروف بالتوسع فيها وذلك أنهم قالوا أن الظروف منزلة من الأشياء منزلة انفسها لوقوعها فيها وأنها لا تنفك عنها والله تعالى أعلم (ومنها) قولهم في التاريخ كان كذا عام كذا قال العلامة الدماميني في أول شرحه الكبير على المغنى عند قوله وقد كنت في عام تسعة وأربعين وسبعمائة كذا ما نصه كثيرًا ما يقع هذا التركيب وهو مشكل وذلك أن المراد من قولك وقع كذا في عام أربعين هو الواقع بعد تسعة وثلاثين وتقرير الإضافة فيه باعتبار هذا المعنى غير ظاهر إذ ليست فيه إلا بمعنى اللام ضرورة أن المضاف إليه ليس جنسا للمضاف ولا ظرفا له فيكون معنى نسبة العام إلى الأربعين كونه جزأ منها كما في يد زيد وهذا لا يؤدى المعنى المقصود إذ يصدق بعام ما منها سواء كان الأخير أو غيره وهو خلاف الغرض ويمكن أن يقال قرينة الحال معينة لأن المراد الأخير وذلك لأن فائدة التاريخ ضبط الحادثة المؤرخة بتعين زمانها ولو كان المراد ما يعطيه ظاهر اللفظ من كون العام المؤرخ به واحدًا من أربعين بحيث يصدق على أي عام فرض لم يكن لتخصيص الأربعين مثلًا معنى يحصل به كمال التمييز للمقصود ولكن قرينة إرادة الضبط بتعين الوقت تقتضى أن يكون هذا العام هو مكمل مدة الأربعين أو يقال حذف مضاف لهذه القرينة والتقدير في عام آخر أربعين والإضافة بيانية أي في عام هو آخر أربعين فتأمله انتهى (أقول) يظهر لى أنه لا حاجة إلى تقدير المضاف بعد جعل الإضافة بيانية فإن الأربعين كما يطلق على مجموعها يطلق على الآخر منها وهكذا غيرها من الإعداد بدليل أنك تقول هذا واحد هذا اثنان