النفى على الأدنى بعد توسط فضلًا بينه وبين الأعلى كأنه قيل يعطى الدرهم فضلًا عن الدينار أي فضل إعطاء الدرهم عن إعطاء الدينار على معنى ذهب إعطاء الدينار وبقى من جنسه بقية هي إعطاء الدرهم ثم أورد النفى على البقية وإذا انتفى بقية الشيء كان ما عداها أقدم منها في الانتفاء ويرجع حاصل المعنى إلى أن إعطاء الدينار انتفى أولًا ثم تبعه في الانتفاء إعطاء الدرهم انتهى ملخصًا ثم ذكر بعد ما مر ما نصه قال رحمه الله تعالى لزم حذف ناصب فضلًا لجريه مجرى تتمة الأول بمنزلة لاسيما ولا محل لذلك المحذوف من الأعراب البتة ورد به على من زعم أنه حال ولا يلتبس عليك أن فاعل ذلك المحذوف هو الأدنى على الوجه الأخير ونفيه على الوجهين الأولين انتهى وعدم صحة كونه حالًا على المعنى الذي قرره ظاهر وكذا عدم كون الجملة صفة بخلاف ذلك كله على المعنى الذي قرره ابن هشام كما لا يخفى على ذوى الأفهام (ومنها) قولهم وهذا بخلاف كذا والظاهر أن الخير خلاف والباء زائدة فيه كقوله تعالى (وجزاء سيئة بمثلها) أو الخلاف اسم مصدر خالف أي وهذا ملتبس بمخالفة كذا (ومنها) قولهم وليس هذا كما زعمه فلان صوابا ونظائره ومثله قول المطول وليس كما توهمه كثير من الناس مبنيا قال محشيه الفاضل السيلكوتى أي ليس مبنيا بناء مثل ما توهمه كثير من الناس أو في موقع الحال من ضمير مبنيا أي ليس مبنيا حال كونه مماثلا لما توهمه كثير على ما قاله صاحب المغنى في قوله تعالى (كما بدأنا أول خلق نعيده) والقول بأنه خبر ليس ومبنيا بدل منه أو خبر بعد خبر تكلف (ومنها) قولهم قالوا عن آخرهم ومثله قول الكشاف وقد عجزوا عن آخرهم قال السيد الشريف قدس سره عن آخرهم صفة مصدر محذوف أي عجزا صادرا عن آخرهم وهو عبارة عن الشمول فإن العجز إذا صدر عن الآخر فقد صدر أولًا عن الأول وقيل عجزا متجاوزا عن آخرهم فيدل على شموله إياهم وتجاوزه عنهم فهو أبلغ من أن يقال عجزوا كلهم ورد بأن التجاوز بمعنى التعدى والمجاوزة يتعدى بنفسه والذي يتعدى بعن معناه العفو وقيل عجزا صادرا عن آخرهم إلى أولهم ورد بأن مقابل إلى هو من لاعن انتهى (ومنها) قولهم وناهيك بكذا كقول الكشاف وناهيك بتسوية سيبويه دلالة قاطعة قال السيد الشريف قدس سره أي حسبك وكافيك بتسويته وهو اسم فاعل من النهى كأنه ينهاك عن تطلب دليل سواه يقال زيد ناهيك من رجل أي هو ينهاك عن غيره يجده وغنائه ودلالة قاطعة نصب على التمييز من ناهيك انتهى وعليه فالباء مزيدة في الفاعل (ومنها) قوله يجوز كذا خلافًا لفلان ووجهه الجمال ابن هشام