للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال جحدر بن مالك بن ضبيعة بن قيس بين ثعلبة جد طرفة:

(من مرفل الكامل والقافية من المتدارك)

يا بؤس للحرب التي وضعت أراهط فاستراحوا

والحرب لا يبقى لجا حمها التخيل والمراح

إلا الفتى الصبار في الـ نجدات والفرس الوقاح

والنثرة الحصداء والـ بيض المكلل والرماح

وتساقط التنواط والـ ذنبات إذ جهد الفضاح

والكر بعد الفر إذ كره التقدم والنطاح

أراد يا بؤس الحرب، وأراهط: حي من العرب، استراحوا: أي تركوا الحرب، ولجاحمها أي شدة حرها، والتخيل: التكبر، والنجدات: الشدائد، الفرس الوقاح: هو الصلب الحافر، والمكلل: الذي ركب على رأسه حديد وغيره، والتنواط: ما يعلقه القارس من المزادة وغيرها، وأراد به الأدعياء والملحقين، والذنبات: السقاط من الناس، والفضاح: الفضيحة. المعنى: يتعجب من وضع الحرب إحياء من بني قيس بن ثعلبة لأن الرجل إذا لم يثبت في المعركة وضعت منه، ومعنى فاستراحوا إنهم لا يعاودون فكر الحرب، ثم بين أن الحرب لا يبقى لشدتها الاستطالة والنشاط، وإنما يبقى لها الفتى الكثير الصبر في الشدائد والفرس الصلب الحافر، والدرع المحكمة، والبيض المكلل والرماح، كأنه يعيبهم بالتقاعد عن الحرب، ويصفهم بالجبن والعجز وقلة السلاح، ثم قال: وتساقط المعلقين بقوم ليسوا منهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>