أما المبحث الثالث: فقد عالجنا فيه المنهج الذي سلكه في الشرح ومصادرة، وقيمة شرحه بالموازنة مع شرحي المرزوقي والتبريزي المطبوعين ومآخذنا علية. وجاء المبحث الرابع: في المخطوطة وناسخها وبيان حقيقة أمرة من خلال استعراض كل من حمل أسم ياقوت بن عبد الله ممن ذكرته المصادر التي رجعنا إليها- أما المبحث الخامس والأخير: فقد عقدناه لتوضيح منهجنا في التحقيق وما قدمناه من خدمة لهذا الشرح.
-١ -
[توثيق الشرح]
إن أول ما يوجهه الدارس في الشرح هو نسبته إلي زيد بن علي الفارسي، وذلك لأننا نجد في أول الورقة الأولي من مخطوطة هذا الشرح خطأ واضحا وقع فيه الناسخ حيث كتب في العنوان وبخط كبير ((كتاب الحماسة، اختيار أبي تمام حبيب أبن أوس الطائي مع شرحه المختصر من إملاء الشيخ أبي علي أحمد بن محمد المرزوقي)) ثم نجد في الورقة ذاتها تصحيحا لهذا الخطأ بخط أحد الفضلاء جاء فيه ((هذا كتاب شرح الحماسة مما اختاره أبو تمام الطائي من تصانيف الشارح الإمام العالم العلامة زيد بن علي بن عبد الله الفارسي الفسوي. قال أبن عساكر في تاريخ دمشق وأبن العديم في تاريخ حلب: كان عارفا بعلوم كثيرة فاضلا بعلم اللغة والنحو، مات بطرابلس في ذي الحجة أو ذي القعدة سنة سبع وستين وأربعمائة)).
والحق أن الذي يقرأ هذا الشرح ويعارضه بشرح الإمام المرزوقي يجد أن فروقا عدة قامت بين الشرحين وتدل دلالة واضحة علي أن هذا الشرح لا صلة له بشرح المرزوقي فهو ليس بمختصر منه كما ذهب الناسخ، فالاختلاف بين في عدة أمور أهمها المنهج وعناصر الشرح والأسلوب والمصادر المعتمد عليها في كل من