ينبغي أن ننوه بادئ ذي بدء إلي أن هناك عقبات أربعا تعترض سبيل الدارس لهذا الشرح. أولاها: الاضطراب الذي وقع في نسبته إلي صاحبة. وثانيها: شح المصادر في إيراد المعلومات التي تتصل بأبي القاسم زيد بن علي الفارسي الذي قام الترجيح علي إنه صاحب هذا الشرح. وثالثتها: مخطوطة هذا الشرح، فهي الوحيدة التي عثرنا عليها في بحثنا وتنقيرنا في المكتبات. ورابعتها: ناسخها الذي جاء أسمة في أول المخطوطة وآخرها ((ياقوت بن عبد الله))، فقد كشفت الدراسة أنه ليس ياقوت أبن عبد الله الرومي الحموي صاحب معجمي الأدباء والبلدان الذي ذكرت المصادر أنه كان يشتغل بحرفة نسخ الكتب، ولا ياقوت بن عبد الله الموصلي الذي ذكر كل من ياقوت وأبن خلكان أنه كان ينسخ الكتب ويبيعها، وأنه كان متقنا للكتابة علي طريقة أبن البواب.
ووفقا لهذه العقبات رأينا أن تقوم الدراسة في هذا الفصل علي مباحث خمسة نحاول في كل مبحث من المباحث الأربعة الأولي أن نكشف عن كل عقبة منها، وأن نسير بها إلي وضوح وجلاء، ومن ثم خصصنا المبحث الأول لمعالجة العقبة الأولي حيث تناولنا بالدرس والمناقشة توثيق هذا الشرح ورجحان نسبته إلي زيد بن علي الفارسي، أتبعناه بمبحث ثان في دراسة حياته وآثاره محاولين أن نستنطق المصادر التي ترجمت له، وصولا إلي صورة واضحة المعالم عنه.