للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

إسلامي:

(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)

لعمري إني يوم سلع للائم لنفسي ولكن ما يرد التلوم

أأمكنت من نفسي عدوي ضلة ألهفي على ما فات لو كنت أعلم

لو أن صدور الأمر يبدون للفتى كأعقابه لم تلقه يتندم

التلوم التحسر على الشيء، يتلهف على ما فات، وصدور الأمر أوائله، وأواخره أعقابه، يتندم أي يندم شيئًا بعد شيء. المعنى: يلوم نفسه حين لا ينفعه الندم على ما كان منه من تمكين عدوه من نفسه، ويروي "لم تلفه يتندم" أي لم تجده، ويروى "ألهفي على ما فات".

لعمري لقد كانت فجاج عريضة ... وليل سخامي الجناحين أدهم

إذ الأرض لم تجهل على فروجها وإذ لي عن دار الهوان مراغم

فلو شئت إذ بالأمر يسر لقلصت برحل فتلاء الذراعين عيهم

عليها دليل بالبلاد نهاره وبالليل لا يخطي لها القصد منسم

ويروي "مراغم" أي مذهب، وقلصت برحلي ارتفعت، والعيهم الناقة السريعة، وفتلاء الذراعين التي ف يديها انحناء، وقوله: عليها دليل يعني بالدليل نفسه يقول: أنا بصير يسير الليل والنهار والبلاد والطرق، المعنى: هذا تفسير ما ندم عليه يقول: كان يمكنني أن أنجو بنفسي فلا يتمكن مني عدوي، فلقد كانت طرق واسعة وليل مظلم، ومذهب عن دار الهوان فلو شئت لنجوت على راحلتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>