للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا يطوى على البؤس نفسه أي لا يضمره، وقوله: إذا ائتمرت نفساه في السر هذا مجاز لأن الإنسان لا يكون له نفسان لكنه يقال للمفكر في شيء والمدبر في الأمر يؤمر نفسه، وذلك أنه إذا تأمل أمرًا يريده فربما عن له وجه آخر يحثه عليه، ثم عن له وجه آخر يزجره عنه، فينزلون ذلك منزلة نفسين له. والمعنى معروف يدعو على الدهر.

(١٢١)

وقال الأبيرد اليربوعي يرثي أخاه، إسلامي والأبيرد تصغير أبرد، سحاب أبرد فثيه البرد، وثور أبرد فيه سواد وبياض، والأبردان الغداة والعشي واحدهما أبرد:

(الأول من الطويل والقافية من المتواتر)

ولما نعى الناعي بُريدًا تغولت بي الأرض فرط الحزن وانقطع الظهر

تغولت: تكفأت ودارت، يريد دارت بي الأرض. المعنى: يصف عظم تأثير المصيبة فيه، ويروى "يزيدا".

عساكر تغشى النفس حتى كأنني أخو نشوة مالت بهامته الخمر

ويروي "أخو سكرة دارت" شبه تجمع الأحزان بغشيان العساكر أياه، مالت بهامته الخمر ثقلته سكرًا. المعنى: شبه كثرة الأحزان عليه بالعساكر، وشبه تأثيرها فيه بتأثير الخمر في شاربها

<<  <  ج: ص:  >  >>