ويروى "حثوا ركابهم تيمم مدركًا" وقوله: فلم تعج لحياد أي فلم تمل إلى شيء يمال إليه من المرعى، ويروى "لجياد" بالجيم، لوقوف الخيل وسقوطها لأن الإبل أصبر وأحمد للكد من الخيل، وحثوا الركاب أي أجدوا سيرها، وتؤمها أنضاؤها أي تتبعها مهازيلها من الام وهو القصد ويروي "تؤوبها" أي تتحامل أنضاؤها إليها، وهذا أجود، فزها الركاب أي استخفها وحملها على السير السريع مغنيان من الغناء، وحاد من الحداء.
لما رأوهم لم يحسوا مُدركًا وشعوا أناملهم على الأكباد
ويروى "لما رأوا أن لم" لما رأى أهل الحي أن مدركًا يقفل معهم وجعت أكبادهم جزعًا، فوضعوا أيديهم عليها خوف التقطع. المعنى: يسترحم الله مدركًا يوم القيامة ويصفه بالجود في وقت الضيق، ويشير إلى أنه كان غائبًا في جماعة فلما عادوا، ولم يكن فيهم اشتد ذلك عليهم، وخافوا الهلاك على أنفسهم.
(١٢٥)
وقال الشماخ بن ضرار في عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مخضرم