ويروى "الرمح أحمرًا" أي شديدًا، والعرب تصف الشدة بالحمرة فيقولون: الموت الأحمر لأن الغالب على ألوان السباع الحمرة، وقيل: بل لأن الدنيا تحمر في عين من تفارقه روحه عند ذلك. ويروى "حتى يترك الجون أشقرا" يعني يترك الأدهم وهو الأسود أشقر لكثرة ما ينصب عليه من دمه. المعنى: تحلف بأنها لا تفارق الحزن، ولا تقرب النعمة، ثم عجبت من إقدامه، ووصفته بالخوض إلى الموت غير مكترث.
(١٣١)
وقالت امرأة من طيء:
(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)
تأوب عيني نُصبها واكتئابها ورجيت نفسًا راث عنها ايابها
أعلل نفسي بالمرجم غيبه وكاذبتها حتى أبان كذابها
تأوب: عاود، والتأوب لا يكون إلا بالليل، والنصب ما يؤذي منه، ومنه قوله تعالى:{بِنُصْبٍ وعَذَابٍ}، وقولها: أعلل نفسي ... البيت أي من غيابه بمرجم يظن به الظنون، وكاذبتها أي كاذبت نفسي، وحتى أبان أي ظهر كذبها. المعنى: تصف ورود الحزن عليها ليلًا، وخصت العين لأنها موضع البكاء، وذكرت تعليل نفسها وتكذيبها الخبر حتى ظهر كذبها.
ألهفى عليك ابن الأشد لبهمة أفز الكماة طعنها وضرابها
لبهمة أي لجماعة من الخيل شداد، وأفز الكماة طردهم واستخف بهم. تعني كنت تكفيهم البهمة بنفسك.
متى يدعه الداعي إليه فإنه سميع إذا الآذان صم جوابها