للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقول: كم من جارية طيبة كحقة مسك لبستها شبابي أي عاشرتها في شبابي، وكم من قدح فيه خمر شربتها بكرة، والشمول جنس من الخمر.

جديدة سربال الشباب كأنها سقية بردي نمتها غيولها

جديدة سربال يعني جدة شبابها وطراوتها، وحذف الهاء في جديد أكثر وسقية بردي، يعني ما سقي من البردي، والبردي نبت يشبه القصب، والغيول جمع غيل وهو الماء يجري على وجه الأرض، ومعنى نمتها أي نبتها أي تنبت في الماء الجاري فكأنها نبت الماء، ويروي "غذتها غيولها "من الغذاء ويروي "سقتها "والجميع حسن والأول أبدع.

ومخملة باللحم من دون ثوبها تطول القصار والطوال تطولها

ومخملة باللحم يعني السمن والغضاضة، والخمل هو الذي يستر الثوب من الزبير، وقال من دون ثوبها ليخرج من ذلك اليدان والرجلان والوجه، لأن كثرة اللحم لا يستحسن على هذه، تطول القصار أي هي ربعة تزيد عليهم في الطول، والطوال يزدن عليها يقال: طاولت فلانًا فطلته أي كنت أطول منه.

كأن دمقسًا أو فروع غمامة على متنها حيث استقر جديلها

فروع غمامة: أعلاها، وهو أبيض حسن لأنه مما يلي الشمس ومن علا قلل الجبال ربما رأى ذلك، لأن السحاب ينسحب دونه، والجديل الزمام، جدلته أي أحكم فتله، وأراد بالجديل هنا الذوائب أو ما يوصل به أطراف الذوائب وتسمى القصاص ومسقطها على المتن. يقول: كأن ما انتهى العقاص إليه من متنها عليه دمقس أو فروع غمامة لنقائه وبياضه، وقيل: أنه أراد بالجديل الوشاح، وما أراه كذلك، لأن الوشاح لا يكون على المتن ولا يستقر عليه، وإنما يكون إرساله على الصدر لا على الظهر. المعنى يقول: رب جارية طيبة الريح شابة غضة بضة صحبتها في شبابي ورب كأس سقيتها قبل أصحابي.

<<  <  ج: ص:  >  >>