للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أرار الله مخك أي أرق الله مخك أي جعل مخك رقيقا, يدعو عليها بالضعف,, يقال مخ رير أي ضعيف, والسلامى عظم في البعير وهو آخر ما يبقى فيه النقي فإذا ذهب النقي من السلامى فقد بلغ الهزال النهاية, وانك تعولين أي تبكين فتكذبينا لأن صوتك يشبه البكاء, والعويل لا يكون الا مع الصوت ولهذا جعل العويل للناقة والبكاء لنفسه, ثم صدقها فقال: وبي مثل الذي بك من الشوق غير أني أجل عن العقال أي رفع عني أن أعقل كما تعقلين. المعنى ظاهر في هذه الأبيات ما خلا البيت الأول, انه يخاطب ناقته والبيت الأول في مخاطبة الحمامة, ولا يخلو أما أن يكون البيت الأول من هذه القصيدة أو من غيرها, فان كان من غيرها فقد غلط في الجمع بينه وبين هذه الأبيات, وان كان منها فلا يخلو من أن يكون البيت الأول في ذكر الحمامة ثم صرف الخطاب إلى الناقة لأن السلامى لم يسمع في الطائر, ولأنه وان كان يشد فلا يقال يعقل, ولا يقال لرباطه العقال أو أن يكون العقال مجازا هنا والسلامى كذلك, وأن يكون سمى ناقته حمامة تشبيها بها لسرعتها, وهذا أحسن ما قيل, ووج اسم للطائف.

(٤٤)

وقال دعبل بن علي الخزاعي:

(الأول من الطويل والقافية من المتواتر)

ولما أبَى الا جماحا فؤادُه ... ولَم يسْل عَن ليلى بمال ولا أهْل

تسلَّى بأخرَى غيرها فاذا التِي ... تسلَّى بها تغرِي بليلى ولا تسلي

<<  <  ج: ص:  >  >>