للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(الثالث من الطويل والقافية من المتواتر)

أحبا على حب وأنت بخيلة وقد زعموا ألا يحب بخيل

أي لأحبك حبًا بعد حب، وأنت بخيلة، وقد زعموا أن البخيل لا يحب، كأنه تعجب من حبه لها مع بخلها عليه.

بلى والذي حج الملبون بيته ويشفي الهوى بالنيل وهو قليل

وإن بنا لو تعلمين لغلة إليك كما بالحائمات غليل

قوله: يشفي الهوى بالنيل وهو قليل، يريد شفي صاحب الهوى بقليل من النيل، والحائمات اللواتي يحمن حول الماء تراه ولا تصل إليه، وإننا شبه نفسه بالحائمات لأنه كان يقرب منهما ولا يصل إليها، ويقال: أنه لا يهلك أحد من العطش إلا بقرب الماء عاينه أو لم يعاينه. المعني: عابقها ابتداء وقال: أحبك حبًا بعد حب، وانت بخيلة بالمحبة، ثم ندم على ذلك وأقسم بالله أنه يحبها مع بخلها ثم ذكر ما به من جهد الهوى، وشبه نفسه بالعطاش حول الماء تحوم حواليه ولا تصل إليه.

(٤٩)

وقال آخر:

<<  <  ج: ص:  >  >>