الكتب في فترة من فترات حياته. أما الثالث أبو الدر ياقوت بن عبد الله مهذب الدين فقد كان شاعراً ولم يشتغل بالكتابة أو نسخ الكتب، ومن ثم فلا علاقة له بهذه المخطوطة.
فإذا نظرنا إلى كل من ياقوت الموصلي وياقوت الحموي وجدنا أن وفاة الأول كانت في سنة ٦١٢ هـ، أم الثاني فقد توفي سنة ٦٢٦ هـ، فضلاً عن أن ابن خلكان ذكر أن ولادته كانت في سنة أربع أو خمس وسبعين وخمسمائة.
ومن ثم فإن هذه المخطوطة - وتاريخها كما ذكرنا يرجع إلى سنة ٤٣٨ هـ - لا يمكن أن تكون قد نسخت من قبل أحدهما، وليس بصحيح ما ذكره الدكتور عسيلان في دراسته أن هذه المخطوطة من نسخ ياقوت الرومى لأن ياقوتاً هذا الذي عناه قد ولد - على ما ذكر ابن خلكان - بعد تاريخ الفراغ من المخطوطة بنحو سبعة وثلاثين عاماً، كما أن المخطوطة وقعت فيها أخطاء تتصل بالنحو واللغة يستبعد وقوعها من رجل في مثل علم ياقوت الحموي ومعرفته الدقيقة بعلوم العربية.
ولكن من هو ياقوت بن عبد الله هذا الذي قام بنسخ هذا الشرح وفرغ منه فى سنة ٤٣٨ هـ، ثم قابله بنسخة الشيخ أبي طاهر الشيرازي في سنة ٤٦٦ هـ؟ .
أغلب ظننا أنه رجل آخر غير من ذكرتهم كتب التراجم، وهذا يدفعنا إلى الوقوف مع رأي أوضحه الدكتور صلاح الدين المنجد في دراسته لياقوت الحموي، فقد ذكر أن العادة عند العرب أن يطلقوا على الأرقاء أسماء الأحجار الكريمة وبعض أنواع الطيب كالزمرد والياقوت والعنبر الكافور لقربهم من المخدومين، كما أن تسمية الأب في مثل هذه الحال ليست لها علة في رأيه، وإنما جاءت اعتباطاً لجهالة اسم الأب لأن اسم الأب إذا كان مجهولاً جعلوه عبداً من عبيد الله.