للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(١١٠)

وقال أبو حية النميري:

(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)

رمته أناة من ربيعة عامر نؤوم الضحى في مأتم أي مأتم

ويروى "رقود الضحى" أناة أي جارية ذات أناة أي متأنية، وإنما وصفها بنؤوم الضحى لأنها مكفية، لها من يخدمها، فهي تنام وقت الضحى، وله معنى آخر هو كل من كان أنعم بدنا وأكثر سمنا كان النوم إليها أشهى.

فجاء كخوط البان لا متتابع ولكن بسيما ذي وقار وميسم

فجاء يعني الفتى الذي رمته الجارية، كخوط البان لا متتابع أي لا متسرع، ولكن بسيما ذي وقار وميسم أي بآثار الوقور والحسن يقول: أصابته الجارية بعينها فتوقر وتجلد وجاء وهو شاب كغصن البان.

فقلن لها سرًا فديناك لا يرح صحيحًا وإن لم تقتليه فالممي

فألقت قناعًا دونه الشمس واتقت بأحسن موصولين كف ومعصم

قوله: واتقت بأحسن موصولين يعني سترت وجهها بكفها ومعصمها، فألممي من اللمم وهو شدة الجنون.

وقالت فلما أفرغت في فؤاده وعينيه منها السحر قلن له قم

فود بجدع الأنف لو أن صحبه تنادوا وقالوا في المناخ له نم

المعنى: يصف ختل الجارية إياه، أغراها صويحباتها حتى بالغت في إصبائه بإلقاء القناع والاتقاء بالكف والمعصم وفتنته في الوقت حتى ود أن يترك معها بجدع الأنف.

<<  <  ج: ص:  >  >>