للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يروى مكان "حلبة" جلة، أي يحلب من دم القصد. وذلك أن عمرو بن هند دعا أناسًا من طيء لحماه، ثم غزاهم وسبى النساء فحبسهن عنده، ثم خلى سبيلهن ورد أموالهم حتى لامه زرارة بن عدس على ذلك. المعنى: ينسبه إلى الغدر ويذمه عليه، ويروى أن حاتمًا كان أسيرًا في بعض العرب، فنزل بهم ضيف والحي خلوف فعمدت امرأة منهم إلى مدية وناولتها حاتمًا، وقالت له: افصد هذه الناقة ليصيب ضيفنا من دمها فنحرها حاتم فأنكرت المرأة وقالت إنما سألتك فصدها فقال حاتم: هكذا فصدي. المعنى يقول: قد يترك المرء الغدر وهو في شدة العيش فكيف لا تترك وأنت ملك.

(٢٠)

وقال رجل من طيئ هو يزيد بن قنافة:

(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)

لعمري وما عمري عليّ بهين لقد ساءني طورين في الشعر حاتم

أيقظان في بغضائنا وهجائنا وأنت عن المعروف والبر نائم

طورين: مرتين، وحاتم: هو الطائي المعروف بالجود، وقوله: أيقظان .. البيت يقول: لا ينبغي للسيد أن يكون بذيًا، وعن البر والإحسان غافلاً، فأنت غافل عن إسداء المعروف إلينا، يقظ في بغضنا وهجونا.

بحسبك أن قد سدت أخزم كلها لكل أناس سادة ودعائم

فهذا أوان الشعر سلت سهامه معابلها والمرهفات السلاجم

أخزم قبيلة، وسادة القوم ودعائمهم: رؤساءؤهم، المعابل: السهام القصيرة النصال، والسلاجم: الطوال النصال. يقول: هذا أوان أهاجيك كما هجوتني بضروب الشعر، وجعل كل بيت سهمًا لأنه يوجع كما يوجع السهم. المعنى: يهجو حاتمًا ويشكو هجوه إياه، وينسبه إلى حرصه على بغضه ونومه عن بره، وتهدده بمهاجاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>