لأطعتني، وقيل: لم يكن من مازن، وهو الصحيح، والأول خطأ لأنه وصف بني مازن بالشجاعة، ووصف قومه بالخشية والإحجام، فدل اختلاف الصفتين على أن أحد الموصوفين غير الآخر.
قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم طاروا إليه زرافات ووحدانا
لا يسألون أخاهم حين يندبهم في النائبات على ما قال برهاننا
أبدى: أظهر، والزرافات: الجماعات، ووحدانا: واحداً واحداً، أي إذا سمعوا بذكر الحرب أسرعوا إليها مجتمعين ومتفرقين. المعنى: يصف بني مازن بالحرص على الحرب، والإقدام على الشر، يقول: هم قوم إذا اشتدت الحرب أسرعوا إليها غير سائلين من دعاهم لها حجة عليها، ولا باحثين عن سببها، لأن الجبال يتعلل بذلك فيتباطأ عن الحرب.
لكن قومي وإن كانوا ذوى عدد ليسوا من الشر في شئ وإن هانا
يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة ومن إساءة أهل السوء إحسانا
المعنى: إن بني مازن كما وصفتهم، لكن قومي بني العنبر لا يدخلون في شيء من الشر وإن خف، يغفرون لمن ظلمهم، ويحسدون إلى من أساء إليهم، يصفهم بالجبن وبهوانهم، لأن العرب تتمدح بالظلم، ويرون ذلك منقبة وفخراً.
كأن ربك لميخلق لخشيته سواهم من جميع الناس إنسانا
فليت لي بهم قوماً إذا ركبوا شنوا الإغارة فرسانا وركبانا
المعنى: يصفهم بالجبن ونهاية الخور، ويقول: كأن الله تعالى لم يخلق أحداً. يخشاه من الناس غيرهم، فلا يؤذون أحداً. وقد زيد في هذه الأبيات ما لم يتضمنه اختيار أبي تمام، ومنها قوله:"فليت لي بهم".
وقال الفند الزماني - جاهلي واسمه شهل بن شيبان الزماني، وليس في العرب