يا واحد العرب الذي ما أن لهم من مذهب عنه ولا من مقصر
يصفه بجزالة العطية، وسماحة السجية، وأنه هو واحد قومه إذ كان عديم النظير، وقوله: ما أن لهم من مذهب أي طريق يعدلون إليه عنه، ولا من مقصر، والقصر الغاية، وفسرها هنا الحيلة. المعنى: يصفه بعدم النظير في السيادة.
(١١٤)
وقال المعذل بن عبد الله الليثي، وأخذ بجرم فكفل عنه النهش بن ربيعة العتيكي، وكان حيث كفل عنه دفع إليه فحمله على فرس وبغل وأمره أن ينجو بدمه، فقال له المعذل أخيرك بين أن أمدحك أو أمدح قومك فاختار امتداح قومه:
(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)
جزى الله فتيان العتيك وأن نأت بي الدار عنهم خير ما كان جازيًا
هم خلطوني بالنفوس وأكرموا الـ ـصحابة لما جم ما كنت لاقيا
خلطوني بالنفوس: جعلوني كواحد منهم، وحم قدر. المعنى: يستجزي الله فتيان العتيك خيرًا، ويقول هم حاموا عني ومنعوا أعدائي عني في وقت قربي فيه الحال التي كنت أكرهها.
هم يفرشون اللبد كل طموٍة وأجرد سباٍح يبذ المغاليا
طعامهم فوضى فضًا في رحالهم ولا يحسنون السر إلا تناديا
كأن ذنانيرًا على قساتهم إذا الموت للأبطال كان تحاسيا
يبذ يعلب، والمغالي المرامي من الغلاء جمع غلوة وهي السهام تبعد في الرمي،