يعود يعتاد، المعنى: يروى أن الأصمعي كان يقول: هذا البيت على مذهب الإحسان وخالفه فيه غيره فتحاكما إلى عبد الله بن الطاهر فحكم على الأصمعي على معنى أنه يريد لا نبالغ في بر الضيف ولا نتكلف له لئلا يحتشم، ولكن نقدم إليه بعض ما يحضر ليأنس فيكثر زيارتنا ثم نوفيه حق إكرامه بعد ذلك، وقال مخافة أن يضرى يريد أنه لا يضرى كقوله تعالى:"يبين الله لكم أن تضلوا" قال: "والصواب عندنا ما قاله الأصمعي، وإليه ذهب أبو تمام، ولهذا ضمنه باب الملح ويدل عليه بعده، والدليل على هذا أن عادة أهل المروءة ان يتكلفوا للضيف ابتداء ليعرف محله عندهم، فإذا زالت الحشمة ووقعت الأنسة، واستحكمت الصداقة تركوا التكلف.
(٢٦)
وقال أعرابي نظر إلى جارية سوداء تختضب وتكتحل:
[الأول من الكامل والقافية من المتدارك]
تخضب كفا بتكت من زندها ... فتخضب الحناء من مسودها
كأنها والكحل في مرودها ... تكحل عينيها ببعض جلدها
بتكت أي قطعت أي كفاً مستحقة لأن يدعي عليها بالقطع، المعنى: هذه الأبيات في ذم السود.
(٢٧)
وقال أعرابي ودخل ابنه الحمام فأحرقته النورة، واسمه عبيد بن قرط الأسدي، واسم ابنه قرط:
[الثاني من الطويل والقافية من المتدارك]
لعمري لقد حذرت قرطا وجاره ... ولا ينفع التحذير من ليس يحذر