للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فكم من كريم قد مناه إلهه ... بمذمومة الأخلاق واسعة الحر

فطاولها حتى أتتها منية ... فصارت سفاة جثوة بين أقبر

فأعقب لما كان بالصبر معصماً ... فتاة تمشى بين اتب ومئزر

مهفهفة الكشحين محطوطة المطا ... كهم الفتى في كل مبدى ومحضر

لها كفل كالدعص لبده الندى ... وثغر نقي كالأقاحي المنور

مطلاق: كثير التطليق. المعنى: هذه المرأة تعاتب ابنها على نكاحه من نهته عنها، وتأمره بالصبر عنها إلى أن يخلصه الله منها، والورهاء الحمقاء، مناه الله أي ابتلاه ربه، فطاولها أي داراها، ولزمها طويلا حتى أتتها منية، فصارت سفاة أي ترابا، جثوة أي حجارة مجموعة، تعني: دفنت فلم ير من آثارها إلا قبرها، والأقبر جمع القبر، وقولها: فأعقب ... الخ تعني أعطي عقيبها فتاة تمشى أي تتمشى بين اتب وهو ثوب لا كم له، وصفتها بالتأهب والخدمة وأخذ لباس العفة، ومعصما أي ممسكا ومحطوطة المطا أي ملساء الظهر، كأن ظهرها حط بالمحط، وهو ما يصقل به الثوب، وقولها: كهم الفتى كما يهم الفتى، والمنور الذي خرج نوره. المعنى: تصبره وتقول لعل الله يعوضك عنها امرأة عفيفة حسناء محمودة الخلائق، وتنهاه عن الطلاق.

(٣٣)

وقال أبو الطمحان وحلقه صاحب شرطة يوسف بن عمر بن هبيرة الفزاري:

<<  <  ج: ص:  >  >>