لا تنكحن عجوزا إن أتيت بها ... واخلع ثيابك منها ممعناً هربا
فإن أتوك فقالوا إنها نصف ... فإن أمثل نصفيها الذي ذهبا
يعني دعيت لنكاحها، وإن أتيت بها أصله أن العرب إذا ذهبت امرأة منهم إلى بيت جل ترغب فيه كان واجبا كان واجبا على الرجل أن يتزوجها، وعارا عليه تخييبها فقال هذا الشاعر: اخلع ثيابك منها أي من العجوز، ممعنا هربا أي مجداً في الهرب، والإمعان في كل شيء المبالغة فيه، وامرأة نصف أي عوان ذهب نصف عمرها يقول: إن قالوا لك قد بلغت نصف عمرها فإن خير نصفيها الذي ذهب. المعنى: ينهى عن نكاح العجائز ويشعر بذهاب ما طاب من عمرهن.
(٩)
وقال آخر:
(الثاني من البسيط والقافية من المتواتر)
رقطاء حدباء يبدي الكبد مضحكها ... قنواء بالعرض والعينان بالطول
رقطاء منقطة الوجه بالبرش، يبدي الكبد مضحكها أي واسعة الفم إذا ضحكت أبدى ضحكها كبدها لسعته، وهذا إفراط. ويروى "يبدي الكيد مضحكها" أي يبدي وجهاً قبيحاً كقبح الكيد وهو المكر، والأول أجود، والقنواء من القنا وهو عوج في الأنف، والعينان بالطول أي مخالفة لعيون الناس، لأن العيون في عرض الوجه.
لها فم ملتقى شدقيه نقرتها ... كأن مشفرها قد طر من فيل