للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سليم؛ لأن مالكًا لم يرو عنه هذا وهذا لا يقوله أحد من أهل الفن؛ لأن هذا يؤدي إلى إبطال كل ما روى الثقات الإثبات عن شيوخ مالك ما لم يروه مالك رحمه اللَّه ومن ذلك في "الصحيحين" شيء كثير فأقر به:

ما رواه مسلم في "صحيحه" من حديث عبد العزيز بن محمد الدراوردي وأبي علقمة عبد اللَّه بن محمد الفروي، عن صفوان بن سليم، عن عبد اللَّه بن سلمان الأغر، عن أبيه، عن أبي هريرة حديث: "إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ رِيحًا مِنَ الْيَمَنِ أَلْيَنَ مِنَ الْحَرِيرِ. . . " الحديث (١).

وعن حديث [عبد العزيز] (٢) بن المطلب، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار وحميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة حديث: "لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤمِنٌ. . . " الحديث (٣).

وعن حديث يزيد بن أبي حبيب عن صفوان بن سليم، عن عبد الرحمن بن سعد الأعرج، عن أبي هريرة قال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَسْجُدُ فِي: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}. . . (٤).

أفتكون هذه الأحاديث مع عدالة رواتها واحتجاج مسلم بها غير صحيحة لأن مالكًا لم يروها عن صفوان بن سليم.

قال ابن أبي حاتم: عمر بن ثابت. سمع: أبا أيوب الأنصاري، يروي عنه: الزهري، وصفوان بن سليم. . . وذكر جماعة ثم قال: سمعت أبي يقول ذلك (٥).

فهذا أبو حاتم الرازي رحمه اللَّه يذكر رواية صفوان بن سليم عن عمر بن ثابت بها الجملة.

وأما قوله: "وأنكره مالك في "الموطأ". فليس كذلك إنما أنكر مالك رحمه اللَّه


(١) "صحيح مسلم" (١١٧).
(٢) في الأصل: عبد الرحمن. تحريف، والمثبت من الصحيح.
(٣) "صحيح مسلم" (٥٧/ ١٠٣).
(٤) "صحيح مسلم" (٥٧٨/ ١٠٩).
(٥) "الجرح والتعديل" (٦/ ١٠١ رقم ٥٢٦).

<<  <   >  >>