إن الأمر واضح جدا وهو أنهم كلهم يعلمون أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- انقطع عن الحياة الدنيا ولم تعد تنطبق عليه أحوالها ونواميسها، فرسول اللَّه في بعد موته حي أكمل حياة يحياها الانسان في البرزخ ولكنها حياة لا تشبه حياة الدنيا، ولعل مما يشير إلى ذلك قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما من أحد يسلم علي إلا رد اللَّه علي روحي حتى أرد عليه السلام". وعلى كل حال فإن حقيقتها لا يعلمها إلا اللَّه سبحانه وتعالى ولذلك فلا يجوز أن نقيس الحياة البرزخية أو الحياة الأخروية على الحياة الدنيوية كما لا يجوز أن تعطى واحدة منهما أحكام الأخرى بل لكل منها شكل خاص وحكم معين ولا تشابه إلا في الاسم؛ أما الحقيقة فلا يعلمها إلا اللَّه تبارك وتعالى. (١) "صحيح مسلم" (٢٣٧٥).