للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رَجُلٍ طَوِيلٍ لَا أَكَادُ أَرَى رَأْسَهُ طُولًا وَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ".

كذا رواه مختصرا (١).

وبهذا الإسناد إلى الإمام البخاري (٢) قال: ثنا قتيبة ين سعيد، ثنا مغيرة بن عبد الرحمن القرشي، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً بِالْقَدومِ".

وبه (٣) قال: ثنا أبو اليمان، أنا شعيب، ثنا أبو الزناد به، وقال "بِالْقَدُوم" مخففة، كذا وقع في "صحيح البخاري" بالروايتين، ورواة "صحيح مسلم" متفقون على رواية هذا الحديث فيه "بِالْقَدُومِ" مخففا.

وهذه اللفظة تحتمل أن تكون الآلة التي للنجار فيكون إبراهيم صلوات اللَّه عليه اختتن بها، ويحتمل أن يكون موضعًا اختتن به، قالوا: وهو مكان بالشام، ويقال له: قدوم بالتشديد والتخفيف، وأما آلة النجار فيقال بالتخفيف لا غير، وجمهور الرواة على التخفيف، والأكثرون على أن المراد به الآلة، واللَّه أعلم.

والختان هذا من جملة الكلمات التي أخبر اللَّه سبحانه عنها بقوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ}. . . (٤) الآية في قول جمهور المفسرين، والمعنى: وإذا ابتلى إبراهيم ربه بإقامة كلمات أو بتوفية كلمات.

قال ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-: أوحى اللَّه تعالى إلى إبراهيم: يا خليلي تطهر، فتمضمض، فأوحى اللَّه إليه أن تطهر، فاستاك، فأوحى اللَّه إليه أن تطهر، فأخذ من شاربه، فأوحى إليه أن تطهر، ففرق شعره، فأوحى إليه أن تطهر فحلق عانته، فأوحى إليه أن تطهر فنتف إبطيه، فأوحى إليه أن تطهر فقلم أظفاره، فأوحى إليه أن تطهر، فأقبل بوجهه على جسده ينظر ماذا يصنع فاختتن وهو ابن عشرين ومائة


(١) "صحيح البخاري" (٣٣٥٤).
(٢) "صحيح البخاري" (٣٣٥٦).
(٣) "صحيح البخاري" (٦٢٩٨).
(٤) البقرة: الآية ١٢٤.

<<  <   >  >>