للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وصححه الحاكم في "المستدرك" (١).

ويكفي شاهدًا على المزية في سكنى هذه الأرض لمن حمد وشكر سؤال موسى -عليه السلام- اللَّه تعالى عند موته أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر (٢).

ولما قدر اللَّه تعالى سكنى هذه البقاع الشريفة ومباشرة هذه المدرسة التي هي بكل خير منيفة -تغمد اللَّه واقفها بالرحمة والرضوان، وجزاه على جهاده واجتهاده غرف الجنان- بنيت في التدريس على ما كنت وصلت بدمشق إليه، وفوضت أمري إلى اللَّه، وجعلت توكلي عليه فهو المرغوب فيما عنده ولديه.

أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم:

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}. . . الآية (٣).

الكلام على هذه الآية الكريمة من سبعة أوجه:

الوجه الأول: في انتظامها مع ما قبلها.

والثاني: في تحقيق بعض مفرداتها.

والثالث: في إعرابها وما يتعلق بها من علمي المعاني والبيان.

والرابع: في شيء من تفسيرها ويتصل به درس في الحديث والكلام عليه.

والخامس: فيما يتعلق بها من علم أصول الدين.

والسادس: فيما يتعلق بها من علم أصول الفقه.

والسابع: ما يتعلق بها من علم الفقه ومسائل الخلاف.

الوجه الأول: في انتظامها مع ما قبلها.

وذلك. . . (٤) من معرفة المشبه به في قول تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً


(١) "المستدرك" (٢/ ٤٧١).
(٢) رواه البخاري (١٣٣٩)، ومسلم (٢٣٧٢) من حديث أبي هريرة.
(٣) البقرة: الآية ١٤٣.
(٤) قطع في الأصل بمقدار كلمتين.

<<  <   >  >>