للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الإمام أحمد رحمه الله - وهو ممن روى جملة الوضوء فقط عن هشيم بهذا الإسناد - (لم يسمعه هشيم من أبي هشام) (١).

وقد وقفت على تصريح هشيم بالتحديث في رواية أبي عبيد، ومحمد بن الفضل، وسعيد بن منصور، ونعيم بن حماد، ولا شك أن التصريح يفيد السماع غالباً، لا سيما وأنه هنا وقع في رواية أربعة من أصحاب هشيم، فيستدعي هذا تأملا في نفي الإمام أحمد، وهل قال ذلك من أجل أنه تيقن عدم سماع هشيم لهذا الحديث، أو لأنه لم يقف على تصريح هشيم بالسماع؟ فإن قيل بالأول: جزمنا بأن روايات التصريح خطأ، وإن قيل بالاحتمال الثاني: فيكون إثبات السماع صحيحاً، ويقدم على نفي الإمام أحمد.

ومما يؤيد عدم سماعه له - في نظري- ما يلي:

١ - شهرة هشيم بالتدليس، وشدته فيه.

قال الإمام أحمد: (التدليس من الريبة - وذكر هشيما - فقال: كان يدلس تدليسا وحشاً، وربما جاء بالحرف الذي لم يسمعه فيذكره في حديث آخر، إذا انقطع الكلام يوصله) (٢).

٢ - نفي الإمام أحمد للسماع، والإمام رحمه الله من أعلم


(١) العلل ومعرفة الرجال - رواية ابنه عبد الله - رقم (٢١٥٣).
(٢) العلل - رواية المروذي - رقم (٣١).

<<  <   >  >>