للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الناس بحديث هشيم، وأعرفهم بتدليسه، فهو من أوائل شيوخه، وقد حفظ حديثه كله قبل وفاته (١)، وقد نص الإمام على عدم سماع هشيم في أحاديث كثيرة (٢).

٣ - وجود شيء من الاختلاف على هشيم في لفظ الحديث يقوي نفي السماع.

٤ - مخالفة هشيم في لفظ الحديث لسفيان وشعبة - كما سيأتي - من القرائن التي يستأنس بها في ذلك.

وعليه: فيكون التصريح في بعض الطرق لا يدل على السماع، لا سيما مع النفي الصريح من إمام ناقد كأحمد رحمه الله، إذ يكون التصريح أحيانا خطأ من الراوي، أو تصحيفاً، أو صيغة أداء مطلقة لم يقصد بها المحدث إثبات السماع.

قال ابن رجب رحمه الله: (كثيراً ما يرد التصريح بالسماع، ويكون خطأ .. ، وكان أحمد يستنكر دخول التحديث في كثير من الأسانيد، ويقول: هذا خطأ - يعني: ذكر السماع- ... ، وحينئذ فينبغي التفطن لهذه الأمور، ولا يغتر بمجرد ذكر السماع والتحديث في الأسانيد، فقد ذكر ابن المديني أن شعبة وجدوا له غير شيء يذكر فيه الإخبار عن شيوخه، ويكون منقطعا) (٣).


(١) ينظر: الجرح والتعديل (١/ ٢٩٥)، وحلية الأولياء (٩/ ١٦٣).
(٢) ينظر: العلل - رواية عبد الله - ففيه أحاديث كثيرة نفي الإمام فيها سماع هشيم.
(٣) شرح علل الترمذي (٢/ ٥٨٩ - ٥٩٤).

<<  <   >  >>